بعدها، ابن أفيا. و طال أمد ملكه، و كانرجلا صالحا، و كان على مثل سيرة جدّه داودصلوات الله عليه، و تعدّدت الأنبياء فيبني إسرائيل على عهده، و مات يربعم بن نباطلسنتين من ملكه، و ملك بعده ابنه ناداب وقتله يعشا بن أحيا كما نذكر في أخبارهم. ثموقعت بينه و بين أسا حروب، و استمد اسابملك دمشق فزحف معه، و كان يعشا ملكالسامرة في ناحية يثرب لبنائها، فهرب وترك آلات البناء، فنقلها أسا ملك القدس وبنى بها الحصون. ثم خرج عليهم زادح ملكالكوش في ألف ألف مقاتل، و لقيهم أسافهزمهم و أثخن فيهم. و لم تزل الحرب قائمةبين أسا و بين الأسباط بالسامرة سائرأيامه، و على عهده اختطت السامرة كما نذكربعد.ثم هلك أسا بن أفيا لإحدى و أربعين سنة منملكه، و ولي بعده ابنه يهوشاظ (1)، بياءمفتوحة مثناة تحتانية و هاء مضمومة و واوساكنة و شين معجمة بعدها ألف ثم ظاء بينالذال و الظاء المعجمتين، فكان على مثلسيرة أبيه، و كانت أيامه مع أهل السامرة وملوكهم سلما. و اجتمع ملوك العمالقة، ويقال أروم (2)، و خرج لحربهم فهزمهم و غنمأموالهم. و كان لعهده من الأنبياء إلياس بنشوياق، و اليسع بن شوبوات.و قال ابن العميد: إيليا و منحيا و عبوديا.و كانت له سفن في البحر يجلب له فيها بضائعالهند فأصابها قاصف الريح فتكسرت و غرقت.ثم هلك لخمسة و عشرين سنة من ملكه، و وليابنه يهورام (3)، بفتح المثناة التحتية ثمهاء مضمومة تجلب واوا ثم راء مفتوحة تجلبألفا و بعدها ميم، و انتقض عليه أروم، وولوا عليهم ملكا منهم، فزحف إليهم (4) و وقعبهم في سفيرا أوسط بلادهم، و أثخن فيهمبالسبي و القتل. ثم رجع عنهم، و أقاموا فيعصيانهم. و على عهده زحف ملك الموصل إلىالأسباط بالسامرة، فكانت بينه و بينهمحروب كما نذكر.و قال ابن العميد: كانت على بني مؤاب جزيةمضروبة لبني يهوذا، مائتان من الغنم كلسنة، فمنعوها، و اجتمع ملوك القدس والسامرة لحربهم و حاصروهم سبعة أيام، وفقدوا الماء فاستسقى لهم اليسع و جرىالوادي. فخرج أهل مؤاب فظنوه ماء،(1) و في نسخة أخرى: يهوشافاط.(2) و في نسخة اخرى: أدوم.(3) و في التوراة: يورام.(4) و في نسخة أخرى: زحف فيهم.