معسكره و حرق الأسرى بالنار. ثم من عليه وأطلقه فسار إلى الأبلّة و منها إلى بغداد،و سار أبو سعيد إلى هجر فملكها و أمّنها، واضطربت البصرة للهزيمة و همّ أهلهابالارتحال، فمنعهم الواثقي. و من كتاب ابنسعيد في خبر قرامطة البحرين ملخّصا منكلام الطبري فلعله كما ذكره قال: كانابتداء أمر القرامطة سنة ثمان و ثلاثمائةفنقل الكلام و كان أبو سعيد يمهد لابنهالأكبر سعيد فلم (1) به و ثار به أخوه الأصغرالظاهر سليمان فقتله، و قام بأمرهم وبايعه العقدانية و جاءه كتاب عبيد اللهالمهدي بالولاية. و في سنة ست و ثمانين وصلأبو القاسم القائم إلى مصر، و استدعى أباطاهر القرمطي و انتظره فأعجله مؤنس الخادمعن انتظاره و سار من قبل المقتدر فهزمه ورجع إلى المهديّة. ثم سار أبو الطاهر سنةسبع إلى البصرة فاستباحها و رجع و اضطربتبغداد، و أمر المقتدر بإصلاح ما تثلّم منسورها. ثم زحف إليها أبو الطاهر سنة إحدىعشرة فاستباحها و خرّب الجامع و تركهاخربة. ثم خرج سنة اثنتي عشرة لاعتراض الحاجفأوقع بهم و هزم قوّاد السلطان الذينكانوا معهم، و أسر أميرهم أبا النجاء بنحمدون و استصفى النساء و الصبيان و تركالباقي بالبريّة فهلكوا.
ثم خرج سنة أربع عشرة إلى العراق فعاث فيالسواد، و دخل الكوفة و فعل فيها أشدّ منالبصرة. و في سنة أربع عشرة وقع بينالعقدانية و أهل البحرين خلاف فخرج أبوالطاهر و بنى مدينة الأحساء و سمّاهاالمؤمنيّة فلم تعرف إلّا به، و بنى قصره وأصحابه حوله. و في سنة خمس عشرة استولى علىعمان و هرب و اليها في البحر الى فارس.
و زحف سنة ست عشرة إلى الفرات، و عاث فيبلاده. و بعث المقتدر عن يوسف بن أبي الساجمن أذربيجان و ولّاه واسط، و بعثه لحربهفالتقوا بظاهر الكوفة و هزمه أبو طاهر وأسره. و أرجف أهل بغداد، و سار أبو طاهر إلىالأنبار و خرجت العساكر من بغداد لدفاعهمع مؤنس المظفّر و هارون بن غريب الحال فلميطيقوا دفاعه، و توافقوا ثم تحاجزوا، وعاد مؤنس إلى بغداد و سار هو إلى الرحبة واستباحها و دوّخ بلاد الجزيرة بسراياه. وسار إلى هشت و الكوفة، و قاتل الرقّةفامتنعت عليه، و فرض الإتاوة على أعرابالجزيرة يحملونها إلى هجر، و دخل في دعوتهجماعة من بني سليم بن منصور و بني عامر بنصعصعة. و خرج إليه هارون بن غريب الحالفانصرف أبو طاهر إلى
(1) هكذا بياض بالأصل و في الكامل لابنالأثير ج 8 ص 84: «و كان ابو سعيد قد عهد إلىابنه سعيد و هو الأكبر، فعجز عن الأمر،فغلبه اخوه الأصغر ابو طاهر سليمان و كانشهما شجاعا ....».