عدد فيها أهل النكبات و من عثر به الزمانبما يبكي الجماد، و سنذكر قصتهم في أخبارلمتونة و فتحهم الأندلس، و الله يفعل مايشاء و يحكم ما يريد.
كان عميد صنهاجة في الفتنة البربرية زاويبن زيري بن مناد أجاز إلى الأندلس على عهدالمنصور، فلما هاجت الفتنة البربرية، وانحل نظام الخلافة، كان فحل ذلك الشول وكبش تلك الكتائب، و عمد إلى البيرة، و نزلغرناطة و اتخذها دارا لملكه، و لما بايعالموالي العامريّون للمرتضى المرواني وتولّى كبر ذلك مجاهد العامريّ و منذر بنيحيى بن هاشم التجيبي و عمد إلى غرناطةفلقيهم زاوي بن زيري في جموع صنهاجة وهزمهم سنة عشرين و أربعمائة و قتل المرتضى.و أصاب زاوي من ذخائرهم و أموالهم و عددهمما لم يقتنه ملك. ثم وقع في نفسه سوء آثارالبربر بالأندلس أيام هذه الفتنة و حذّرمغبة ذلك فارتحل إلى سلطان قومهبالقيروان، و استخلف على غرناطة ابنهفدبّر القبض على ابن رصين و مشيخة غرناطةإذا رجعوا عن أبيه، و شعروا بذلك فبعثواإلى ابن أخيه ماكس بن زيري من بعض الحصونفوصل و ملك غرناطة، و استبدّ بها إلى أنهلك سنة تسع و عشرين و اربعمائة و ولي ابنهباديس، و كانت بينه و بين ذي النون و ابنعبّاد حروب. و استولى على سلطانه كاتبه وكاتب أبيه إسماعيل بن نغزلة الذمّي، ثمنكبه و قتله سنة تسع و خمسين، و قتل معهخلقا من اليهود، و توفي سنة سبع و ستين واربعمائة و ولي حافده المظفّر أبو محمدعبد الله بن بلكّين بن باديس، و ولّى أخاهتميما بمالقة بعهد جده. و خلعهماالمرابطون سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة وحملا إلى أغمات و وريكة، و استقرّا هنالكحسبما يذكر بعد في أخبارهم مع يوسف ابنتاشفين و الله وارث الأرض و من عليها و هوخير الوارثين.
الخبر عن بني ذي النون ملوك طليطلة منالثغر الجوفي و تصاريف أمورهم و مصايرأحوالهم
جدّهم إسماعيل الظافر بن عبد الرحمن بنسليمان بن ذي النون أصله من قبائل هوارة