و لما بلغ المنصور انتقاض إفريقية على عمربن حفص و حصاره بطبنة ثم بالقيروان، بعثإليه يزيد بن أبي حاتم بن قبيصة بن المهلّببن أبي صفرة في ستين ألف مقاتل. و بلغ خبرهعمر بن حفص فحمله ذلك على الاستماتة حتىقتل، و سار يزيد ابن حاتم فقدم عليها و أبوحاتم يعقوب بن حبيب مستول عليها، فسار إلىطرابلس للقائه، و استخلف على القيروان عمربن عثمان الفهريّ فانتقض و قتل أصحابه.
و خرج المخارق بن غفار، فرجع إليهما أبوحاتم ففرّا من القيروان و لحقا بجيجل منسواحل كتامة فتركهما، و استخلف علىالقيروان عبد العزيز بن السبع المغافري، وسار للقاء يزيد. و سار يزيد إلى طرابلسفلحق أبو حاتم بجبال نفوسة، و اتبعتهعساكر يزيد فهزمهم فسار إليه يزيد بنفسه،و قاتله قتالا شديدا فانهزم البربر، و قتلأبو حاتم في ثلاثين ألفا من أصحابه، وتتبعهم يزيد بالقتل بثأر عمر بن حفص. ثمارتحل إلى القيروان فدخلها منتصف سنة خمسو خمسين. و كان عبد الرحمن بن حبيب بن عبدالرحمن الفهرّي مع أبي حاتم فلحق بكتامة،و بعث يزيد في طلبه فحاصروهم ثم ظفروا بهم.و هرب عبد الرحمن و قتل جميع من كان معه وبعث يزيد المخارق ابن غفار على الزاب، ونزل طبنة و أثخن في البربر في وقائع كثيرةمع وربجومة و غيرهم الى ان هلك يزيد سنةسبعين و مائة في خلافة هارون الرشيد. و قامبأمره ابنه داود فخرج عليه البربر، و أوقعبهم و رجع إلى القيروان إلى أن كان من أمرهما نذكره.
و لما بلغ الرشيد وفاة يزيد بن حاتم، و كانأخوه روح على فلسطين استقدمه و عزّاه فيأخيه و ولّاه على إفريقية فقدمها منتصفإحدى و سبعين. و سار داود ابن أخيه يزيد إلىالرشيد. و كان يزيد قد أذلّ الخوارج و مهّدالبلاد فكانت ساكنة أيام روح، و رغب فيموادعة عبد الوهاب بن رستم و كان منالوهبيّة فوادعه، ثم هلك روح في