و استخلف له مؤنسا، و ذلك سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. و قال ابن الأثير: و في سنة إحدىو عشرين توفي تكين الخزري بمصر فولي عليهامكانه ابنه محمد، و بعث له القاهر بالخلع وثار به الجند فظفر بهم انتهى.
ولّاه القاهر في شوّال سنة إحدى و عشرين وثلاثمائة بعد أن كان ولّى محمد بن طغج، وهو عامل دمشق و صرفه لشهر من ولايته قبل أنيتسلّم العمل، و ردّه إلى أحمد بن كيغلغكما قلناه، فقدم مصر في رجب سنة اثنتين وعشرين و ثلاثمائة ثم عزل آخر رمضان من سنةثلاث و عشرين و ثلاثمائة و ولي الراضيالخليفة بأن يدعى على المنبر باسمه و يزادفي ألقابه الإخشيد فقام بولاية مصر أحسنقيام ثم انتزع الشام من يده كما يذكر.
كان محمد بن رائق أمير الأمراء ببغداد وقد مرّ ذكره. ثم نازعه مولاه تحكم (1) و وليمكانه سنة ست و عشرين و ثلاثمائة و هرب ابنرائق ثم استتر ببغداد، و استولى عليها، ورجع الخليفة من تكريت بعد أن كان قدم تحكم،ثم كتب إليه و استردّه، و قد عقد الصلح معناصر الدولة بن حمدان من قبل أن يسمع بخبربن رائق. ثم عادوا جميعا إلى بغداد، وراسلهم ابن رائق مع أبي جعفر محمد بن يحيىبن شيرزاد في الصلح، فأجيب و قلّده الراضيطريق الفرات و ديار مضر التي هي حرّان والرّها و ما جاورهما، و جند قنّسرين والعواصم، فسار إليها و استقر بها. ثم طمحتنفسه سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة إلى ملكالشام، فسار إلى مدينة حمص فملكها، و كانعلى دمشق بدر بن عبد الله مولى الإخشيد ويلقّب بتدبير فملكها ابن رائق من يده. وسار إلى الرملة يريد مصر. و برز الإخشيد منمصر فالتقوا بالعريش و أكمن له
(1) جاء اسمه في الكامل بجكم و قد مرّ ذكرهمعنا من قبل ج 8 ص 346.