و قوي أمره، فلما جاء يحيى إلى نيسابورخطب له و أظهر دعوته. ثم قصدهم السعيدفافترقوا، و لحق ابن الياس بكرمان، و لحقيحيى و قراتكين ببست و الرخّج، و وصلالسعيد إلى نيسابور سنة عشرين و ثلاثمائةو اصطلح قراتكين و أمّنه و ولّا، بلخ، وذهبت الفتنة. و أقام السعيد بنيسابور إلىأن استأمن إليه أخواه يحيى و منصور و حصراعنده و هلكا، و فرّ إبراهيم إلى بغداد، ومنها إلى الموصل. و هلك قراتكين ببست، وصلحت أمور الدولة. و كان جعفر بن أبي جعفربن داود واليا لبني سامان على الختّل،فاستراب به السعيد، و كتب إلى أبي علي أحمدبن أبي بكر محمد بن المظفّر و هوبالصغانيان أن يسير إليه، فسار إليه وحاربه و كسره، و جاء به إلى بخارى فحبسبها، فلما فتق السجن خرج مع يحيى و صحبهم.ثم لما رأى تلاشي أموره استأذنه في المسيرإلى الختّل فأذن له فسار إليها، و أقامبها، و رجع إلى طاعة السعيد سنة ثمان عشرةو صلح حاله. (و الختل بخاء معجمة مضمومة وتاء مثناة فوقانية مشددة مفتوحة).
كان أبو بكر محمد بن المظفّر واليا للسعيدنصر على جرجان. و لما استفحل أمر مرداويحبالريّ كما يأتي في أخبار الديلم، خرجعنها ابن المظفّر و لحق بالسعيد نصر فينيسابور و هو مقيم بها، فسار السعيد فيعساكره نحو جرجان، و وقعت المكاتبة بينمحمد بن عبيد الله البلغميّ مدبّر دولته،و بين مطرّف بن محمد، و استماله محمد فمالإليه مطرّف و قتله سلطانه مرداويح. ثم بعثمحمد ينتصح لمرداويج و يذكره نعمة السعيدعنده في اصطناعه و توليته، و تطوّق العارفي ذلك المطرف الوزير الهالك و يهوّل عليهأمر السعيد و يخوّفه و يشير عليه بمسالمةجرجان إليه. و صالحه السعيد عليها و لمافرغ السعيد من أمر جرجان و أحكمه استعملمحمد بن المظفّر بن محتاج على جيوش خراسانسنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة و ردّ إليهتدبير الأمور بجميع نواحيها.
و سار إلى كرسي ملكه ببخارى و استقرّ بها.
ابن خلدون م 29 ج 4