ما كان. و سار ابن العميد إلى أصفهانفملكها، و أعاد حرم ركن الدولة و أولادهإلى حيث كانوا من أصفهان. ثم بعث ركنالدولة إلى بكر بن مالك صاحب الجيوشبخراسان و قرّر معه الصلح على مال يحملهركن الدولة إليه على الريّ و بلد الجيل،فتقرّر ذلك بينهما، و بعث إليه من عند أخيهببغداد بالخلع و اللواء بولاية خراسان،فوصلت إليه في ذي القعدة سنة أربع و أربعينو ثلاثمائة.
ثم توفي الأمير عبد الملك لإحدى عشرة خلتمن شوّال سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة،لسبع سنين من ولايته. و ولي بعده أخوه أبوالحرث منصور بن نوح، و استولى ركن الدولةلأوّل أيامه على طبرستان و جرجان فملكهما.و سار وشمكير عنها فدخل بلاد الجبل.
قد ذكرنا من قبل أنّ وشمكير كان يقدح فيعمّال بني سامان بأنهم لا ينصحون لهم، ويداخلون عدوّهم من الديلم. و وفد أبو عليبن الياس صاحب كرمان على الأمير أبي الحرثمنصور مستجيشا به علي بني بويه، فحرّضهعلى قصد الريّ و حذّره من الاستمالة في ذلكإلى عمّاله كما أخبره وشمكير، و بعث إلىالحسن بن الفيرزان بالنفير مع عساكره. ثمأمر صاحب جيوش خراسان أبا الحسن بن محمد بنسيجور الدواني (1) بالمسير إلى الريّ وأوصاه بالرجوع إلى رأي وشمكير. و بلغ الخبرإلى ركن الدولة، فاضطرب و بعث بأهله و ولدهإلى أصفهان. و استمدّ ابنه عضد الدولةبفارس، و بختيار ابن أخيه عزّ الدولةببغداد، فبادر عضد الدولة إلى إمداده.
و بعث العساكر على طريق خراسان يريد قصدهالخلوّها من العسكر، فأجحفت
(1) و في الكامل سيمجور الدواتي و قد مرّمعنا من قبل. ابن الأثير ج 8 ص 578.