مكانه أبو علي محمد بن عيسى الدامغانيّ.ثم عجز لما نزل بالدولة من قلّة الخراج وكثرة المصاريف، فصرف عن الوزارة بابي نصربن أحمد بن محمد بن أبي يزيد. ثم عزل و أعيدأبو علي الدامغانيّ. و هلك أبو الحسن بنسيجور خلال ذلك، و قام ابنه أبو علي مقامه.و كاتب الأمير نوح بن منصور يطلب أن يعقدله الولاية كما كانت لأبيه فأجيب إلى ذلكظاهرا، و كتب لفائق بولاية خراسان، و بعثإليه بالخلع و الألوية. و كان أبو علي يظنّأنّها له، فلمّا بدا له من ذلك ما لميحتسب، جمع عسكره و أغذ السير، و أوقعبفائق ما بين هراة و بوشنج، فانهزم فائقإلى مروالروذ، و ملك أبو علي مرو، و وصلهعهد الأمير نوح بقيادة الجيوش و ولايةنيسابور و هراة و قهستان و لقّبه عمادالدولة، ثم رقّاه الأمير نوح. و استولى علىسائر خراسان، و استبدّ بها على السلطانحتى طلبه نوح في بعض أعمالها لنفقتهفمنعه، و أقام مظهرا لطاعته، و خشي غائلةالسلطان من طلبة نوح فكاتب بقراخان ملكالترك ببلاد كاشغر و شاغور يغريه ويستحثّه لملك بخارى و ما وراء النهر على أنيستقرّ هو بخراسان.
و أقام بعد انهزامه أمام أبي عليبمروالروذ حتى اندملت جراحة، و اجتمع إليهأصحابه. و سار إلى بخارى قبل أن يستأذن،فارتاب به الأمير نوح فسرّح إليه العساكرمع أخي الحاجب، و فكنزرون (1) فانهزم و عبرالنهر إلى بلخ، فأقام بها أياما، و سار إلىترمذ و كاتب بقراخان يستحثّه. و كتب الأميرنوح إلى والي الجوزجان أبي الحرث أحمد بنمحمد الفيرقوني بقصد فائق، فقصده فيجموعه، و سرّح فائق إليه بعض عسكره فهزمه وعاد إلى بلخ. و كان طاهر بن الفضل قد ملكالصغانيان على أبي المظفّر محمد بن أحمد،و هو واحد خراسان فانقطع أبو المظفّر إلىفائق صريخا، فأمدّه و سار إلى طاهر بعسكرفائق، و اقتتلوا فانهزم طاهر و قتل، و صارتالصغانيان لفائق.
(1) و في نسخة اخرى بكثرزون و في الكامل ج 9 ص129: بكتوزون.