تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 521
نمايش فراداده

دولة الخوارزميّة سنة اثنتي عشرة وستمائة على ما يأتي في أخبار دولتهم.

إجلاء القارغلية من وراء النهر

لما ملك ما وراء النهر سمرقند و بخارىجقري خان بن حسين تكين من بيت الخانية، وأمره سنة تسع و خمسين و خمسمائة بإجلاءالترك القارغلية من أعمال بخارى و سمرقندإلى كاشغر، و إلزامهم الفلاحة و مجانبةحمل السلاح فامتنعوا من ذلك. و ألحّ عليهمجقري خان فامتنعوا و اجتمعوا لحربه. و سارإلى بخارى فبعث إليهم بالوعظ في ذلك والوعد الجميل بخلال ما جمع بقراخان، وكبسهم على بخارى فانهزموا، و أثخن فيهم وقطع دابرهم و أجلاهم عن نواحي سمرقند، وصلحت تلك النواحي و الله أعلم.

الخبر عن دولة الغورية القائمين بالدولةالعباسية بعد بني سبكتكين و ما كان لهم منالسلطان و الدولة و ابتداء أمرهم و مصايرأحوالهم

كان بنو الحسين أيام سبكتكين ملوكا علىبلاد الغور لبني سبكتكين و كانت لهم شدّة وشوكة. و كان منهم لآخر دولة بني سبكتكينأربعة أمراء قد اشتهروا و استفحل ملكهم: وهم محمد و شوري و الحسين شاه و سام بنوالحسين، و لا أدري إلى من ينسب الحسين وأظنّهم إلى بهرام شاه آخر ملوك بنيسبكتكين، و التحم به فعظم شأنه. ثم كانتالفتنة بين بهرام و أخيه أرسلان فمال محمدإلى أرسلان، و ارتاب به بهرام لذلك. ثمانقضى أمر أرسلان، و سار محمد بن الحسين فيجموعه إلى غزنة سنة ثلاث و أربعين وخمسمائة، موريا بالزيارة و هو يريد الغدربه، و شعر بذلك بهرام فحبسه ثم قتله، واستوحش الغورية لذلك.