تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 540
نمايش فراداده

منعهم، و عادلهم الأمير مؤيد الملكلاشتغال غيّاث الدين منهم بابن حرميل عاملهراة فلم يرجعوا، و نبذوا إلى علاء الدين وأخيه العهد و آذنوهما بالحرب إن لم يرجعا،فبعثا إلى تاج الدين الذر، و هو بإقطاعهيستدعيانه و يرغّبانه بالأموال و المراتبالسلطانية و الترغيب في الدولة.

استيلاء الذر على غزنة

كان الذر بكرمان لما بلغه مقتل شهابالدين، تسلّم الأموال و الخزائن من الوزيرو أظهر دعوة غيّاث الدين ابن مولاهالسلطان غيّاث الدين، و سار بهاء الدينسام من باميان كما ذكرنا، و مات في طريقه،و ملك ابنه علاء الدين غزنة كما ذكرنا.

و استعطف الأتراك و بعث إلى الذر يرغّبه ويسترضيه فأبى من طاعته، و أساء الردّ عليه.و سار عن كرمان في عساكر كثيفة من الترك والخلخ و الغزّ و غيرهم، و بعث إلى علاءالدين و أخيه بالنذير، فأرسل علاء الدينوزيره و وزير ابنه صلة إلى باميان و بلخ وترمذ ليحشد العساكر، و بعث الذر إلىالأتراك الذين بغزنة بأنّ مولاهم غيّاثالدين. و اجتمعت جماعة الغوريّة و الأتراكفالتقوا في رمضان، و نزع الأتراك إلى الذرفانهزم محمد بن حدرون و أسر. و دخل عسكرالذر المدينة فنهبوا بيوت الغوريّة والباميانيّة. و اعتصم علاء الدين بالقلعة،و خرج جلال الدين في عشرين فارسا إليباميان، و حاصر الذر القلعة حتى استأمنعلاء الدين في المسير من غزنة إلى باميان.

و لما نزل من القلعة تعرّض له بعض الأتراكفأرجلوه عن فرسه و سلبوه، فبعث إليه الذربالمال و المركب و الثياب، فوصل إلىباميان، فشرع في الاحتشاد. و أقام الذربغزنة يظهر طاعة غيّاث الدين، و يترحّمعلى شهاب الدين، و لم يخطب له و لا لأحد. وقبض على داود والي القلعة بغزنة، و أحضرالقضاة و الفقهاء، و كان رسول الخليفة مجدالدين أبو عليّ بن الربيع الشافعيّ مدرّسالنظاميّة ببغداد، وفد على شهاب الدينرسولا من قبل الخليفة، و أحضره الذر ذلكاليوم، و شاورهم بالجلوس على التخت والمخاطبة بالألقاب السلطانية، و أمضى ذلك.و استوحش الترك حتى بكى الكثير منهم، و كانهناك جماعة من ولد ملوك الغور و سمرقندفأنفوا من خدمته، و انصرفوا إلى علاءالدين و أخيه في باميان، و أرسل غيّاثالدين محمود