تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 570
نمايش فراداده

مكرم، فقاتلوا معزّ الدولة ثلاثة عشريوما ثم انهزموا الى تستر، فرحل معزّالدولة إلى عسكر مكرم، و أنفذ ابن البريديخليفته إلى الأهواز. ثم بعث إلى معزّالدولة بأن ينتقل الى السوس، و يبعد عنهفيؤمن له الأهواز فعزله وزيره أبو جعفرالصيمريّ و غيره من أصحابه، و أروه أنّالبريديّ يخادعه، فامتنع معزّ الدولة منذلك، و بلغ اختلافهم إلى يحكم، فبعث عسكرامن قبله فاستولى على الناس و جنّد نيسابورو بقية الأهواز بيد ابن البريدي و عسكرمكرم بيد معز الدولة. و ضاق حال جنده وتحدّثوا في الرجوع إلى فارس فواعدهم لشهر،و كتب إلى أخيه عماد الدولة بالخبر، فبعثإليه مددا من العسكر، فعادوا و استولواعلى الأهواز. و سار يحكم من واسط فاستولىعلى بغداد و قلّده الراضي إمارة الأمراء،و هرب ابن رائق فاختفى ببغداد.

انتزاع وشمكير أصفهان من يد ركن الدولة ومسيره الى واسط ثم استرجاعه أصفهان‏

قد ذكرنا أن وشمكير المستولي بعد أخيهمرداويج على الريّ، كان عماد الدولةاستولى على أصفهان و دفعها إلى أخيه ركنالدولة فبعث إليها وشمكير سنة سبع و عشرينو ثلاثمائة جيشا كثيفا من الريّ فملكوهامن يده و خطبوا فيها لوشمكير. ثم ساروشمكير إلى قلعة ألموت فملكها، و رجع فلحقركن الدولة بإصطخر، و جاءه لك رسول أخيهمعز الدولة من الأهواز بأنّ ابن البريديأنفذ جيشا إلى السوس و قتل قائدها منالديلم، و أنّ الوزير أبا جعفر الصيمريكان على خراجها محتصرا بقلعة السوس، فسارركن الدولة إلى السوس و هرب عساكر ابنالبريدي بين يديه. ثم سار إلى واسط ليستوليعليها لأنه قد خرج عن أصفهان و ليس له ملكيستقل به، فنزل بالجانب الشرقي و سارالراضي و يحكم من بغداد لحربه، فاضطربأصحابه، و استأمن جماعة منهم لابن البريديفخام ركن الدولة عن اللقاء، و رجع إلىالأهواز فسار إلى أصفهان، و هزم عسكروشمكير بها و ملكها. و كان هو و أخوه عمادالدولة بعثا لابن محتاج صاحب خراسانيحرّضانه على ماكان و وشمكير، و اتصلتبينهم مودّة