تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 580
نمايش فراداده

و أظلهم فصل الشتاء، فراسل ركن الدولة فيالصلح على أن يعطيهم ركن الدولة مائتي ألفدينار في كل سنة، و عاد إلى خراسان. و كتبوشمكير إلى الأمير نوح بأنّ ابن محتاج لمينصح في أمر ركن الدولة، و أنه ممالئ،فسخطه من أجل ذلك و عزله عن خراسان. و لماعاد ابن محتاج عن ركن الدولة سار هو إلىوشمكير فانهزم وشمكير إلى أسفراين، واستولى ركن الدولة على طبرستان.

اقامة الدعوة لبني بويه بخراسان

و لما عزل الأمير نوح أبا علي بن محتاج عنخراسان استعمل مكانه أبا سعيد بكر بن مالكالفرغاني، فانتقض حينئذ و خطب لنفسهبنيسابور، و تحيّز عنه ابن الفيرزان معوشمكير إلى الأمير نوح، فخام ابن محتاج عنعداوتهم، و استأذن ركن الدولة في المسيرإليه. ثم سار سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائةفتلقّاه بأنواع الكرامات و سأل منه ابنمحتاج أن يقتضي له عهد الخليفة بولايةخراسان، فبعث ركن الدولة في ذلك إلى أخيهمعزّ الدولة ببغداد، و جاءه العهد والمدد، فسار إلى خراسان فخطب بها للخليفةو ركن الدولة. ثم مات نوح خلال ذلك و وليابنه عبد الملك فبعث بكر بن مالك من بخارىإلى خراسان لإخراج ابن محتاج منها، فسارإليه و هرب ابن محتاج إلى الريّ فآواه ركنالدولة و أقام عنده، و استولى بكر بن مالكعلى خراسان. ثم سار ركن الدولة إلى جرجان ومعه ابن محتاج فتركها (1) و ملكها، و لحقوشمكير بخراسان.

مسير عساكر ابن سامان الى الري و أصفهان

و لما فرغ بكر بن مالك من أمر خراسان وأخرج منها ابن محتاج، سار منها سنة أربع وأربعين و ثلاثمائة في أتباعه الى الري وأصفهان، و كان ركن الدولة غائبا بجرجانفملكها و رجع إلى الريّ في المحرّم منالسنة، و كتب إلى أخيه معز الدولة يستمدّهفأمده‏

(1) حسب مقتضى السياق دخلها و ليس تركها.