تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 598
نمايش فراداده

الفضل (1) بن العميد ينذرهم بذلك لما يرى منمخايل أبي الفتح و إنكاره عليه.

استيلاء عضد الدولة على العراق و مقتلبختيار و ابن بقية

و لما دخلت سنة سبع و ستين سار عضد الدولةإلى بغداد، و أرسل إلى بختيار يدعوه إلىطاعته، و أن يسير عن العراق إلى أيّ جهةأراد فيمدّه بما يحتاج إليه من مال و سلاح،فضعفت نفسه فقلع عينه و بعثها إليه، و خرجبختيار عن بغداد متوجّها إلى الشام. و دخلعضد الدولة بغداد و خطب له بها، و لم يكنخطب لأحد قبله، و ضرب على بابه ثلاث نوباتو لم يكن لمن تقدّمه، و أمر أن يلقى ابنبقيّة بين أرجل الفيلة فضربته حتى مات وصلب على رأس الجسر في شوّال سنة سبع و ستينو ثلاثمائة، و لما انتهى بختيار إلى عكبراو كان معه حمدان بن ناصر الدولة بن حمدانفزيّن له قصد الموصل، و استماله إليه عنالشام، و قد كان عقد معه عضد الدولة أن لايقصد الموصل لموالاة بينه و بين أبي ثعلب(2)، فسار هو إلى الموصل و نقض عهده، و انتهىإلى تكريت فبعث إليه أبو ثعلب يعده المسيرمعه لقتال عضد الدولة، و إعادة ملكه على أنيسلّم إليه أخاه حمدان، فقبض بختيار عليهو سلّمه إلى سفرائه و حبسه أبو ثعلب، و ساربختيار إلى الحديثة، و لقيه أبو ثعلب فيعشرين ألف مقاتل، و رجع معه إلى العراق ولقيهما عضد الدولة بنواحي تكريت فهزمهما،و جي‏ء ببختيار أسيرا، فأشار أبو الوفاءطاهر بن إسماعيل كبير أصحاب عضد الدولةبقتله فقتل لاثنتي عشرة سنة من ملكه. واستلحم كثير من أصحابه، و انهزم أبو ثعلببن حمدان إلى الموصل.

استيلاء عضد الدولة على أعمال بني حمدان

و لما انهزم أبو ثعلب سار عضد الدولة فيأثره فملك الموصل منتصف ذي القعدة سنة

(1) ابو الفضل هو والد أبي الفتح بن العميد.

(2) هو ابو تغلب بن حمدان.