تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 603
نمايش فراداده

فاحتمل منها ذخيرته و لحق بنيسابور. و جاءفخر الدولة منهزما على أثره، و كان ذلكلأوّل ولاية حسام الدولة تاش خراسان منقبل أبي القاسم بن منصور من بني سامان،فكتب بخبرهما إلى الأمير نوح و وزيرهالعتبيّ أبي العبّاس تاش، فجاءه الجواببنصرهما، فجمع عساكر خراسان و سار معهماإلى جرجان فحاصروا بها مؤيد الدولة شهرينحتى ضاقت أحوال مؤيد الدولة، و اعتزم هو وأصحابه على الخروج و الاستماتة بعد أنكاتب فائقا الخاصة الساماني، و رغّبه،فوعده بالانهزام عند اللقاء. و خرج مؤيّدالدولة، و انهزم فائق و تبعه العسكر و ثبتتاش و فخر الدولة و قابوس إلى آخر النهار.ثم انهزموا و لحقوا بنيسابور، و بعثوابالخبر إلى الأمير نوح، فبعث إليهمبالعساكر ليعود إلى جرجان، ثم قتل الوزيرالعتبي كما تقدّم في أخبار دولتهم و انتقضذلك الرأي.

استيلاء عضد الدولة على بلاد الهكارية وقلعة سندة

كان عضد الدولة قد بعث عساكره الى بلادالأكراد الهكاريّة من أعمال الموصل،فحاصر قلاعهم و ضيّق عليهم، و كانوايؤمّلون نزول الثلج فترحل عنهم العساكر، وتأخّر نزوله فاستأمنوا و نزلوا من قلاعهمإلى الموصل، و استولت عليها العساكر و غدربهم مقدّم الجيش فقتلهم جميعا. و كانت قلعةبنواحي الجبل لأبي عبد الله المرّيّ معقلاع أخرى، و له فيها مساكن نفيسة، و كانمن بيت قديم، فقبض عليه عضد الدولة و علىأولاده و اعتقلهم و ملك القلاع. ثم أطلقهمالصاحب بن عبّاد فيما بعد و استخدم أباطاهر من ولده و استكتبه و كان حسن الخط واللفظ.

وفاة عضد الدولة و ولاية ابنه صمصامالدولة

ثم توفي عضد الدولة ثامن شوّال سنة اثنتينو سبعين لخمس سنين و نصف من ولايته العراق،و جلس ابنه صمصام الدولة أبو كليجارالمرزبان للعزاء، فجاءه الطائع معزّيا، وكان عضد الدولة بعيد الهمّة شديد الهيبةحسن السياسة ثاقب الرأي محبّا