تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 623
نمايش فراداده

الفتنة بين مجد الدولة صاحب الريّ و بينأمّه و استيلاء ابن خالها علاء الدين بنكاكويه على أصفهان

قد تقدّم لنا ولاية مجد الدولة أبي طالبرستم بن فخر الدولة على همذان و قرميس إلىحدود العراق، و تدبير الدولتين لأمّه و هيمتحكّمة عليهما، فلمّا وزر لمجد الدولةالخطير أبو علي بن علي بن القاسم استمالالأمراء عنها و خوّف مجد الدولة عنها،فاسترابت و خرجت من الريّ إلى القلعة،فوضع عليها من يحفظها فأعملت الحيلة حتىلحقت ببدر بن حسنويه مستنجدة به. و جاءهاابنها شمس الدولة في عساكر همذان و سارمعهما بدر، و ذلك سنة سبع و تسعين وثلاثمائة فحاصروا أصفهان و ملكوها عنوة. وعاد إليها الأمر فاعتقلت مجد الدولة ونصبت شمس الدولة للملك، و رجع بدر إلى بلدهثم بعد سنة استرابت بشمس الدولة، فأعادتمجد الدولة إلى ملكه.

و سار شمس الدولة إلى همذان، و انتقض بدربن حسنويه لذلك، و كان في شغل بفتنة ولدههلال. و استمدّ شمس الدولة فأمدّه بعسكر وحاصر قمّ فاستصعبت عليه، و كان علاء الدينأبو حفص بن كاكويه ابن خال هذه المرأة، وكاكويه هو الخال بالفارسية، فلذلك قيل لهابن كاكوي، و كانت قد استعملته علىأصفهان، فلما فارق أمرها فسد حاله، فسارهو إلى بهاء الدولة بالعراق، و أقام عنده.فلما عادت إلى حالها هرب أبو حفص إليها منالعراق، فأعادته إلى أصفهان، و رسخ فيهاملكه و ملك بنيه كما يأتي في أخبارهم.

وفاة عميد العراق و ولاية فخر الملك

كان أبو جعفر أستاذ هرمز من حجّاب عضدالدولة و خواصه، و صيّر ابنه أبا علي فيخدمة ابنه صمصام الدولة، فلمّا قتل صمصامالدولة رجع إلى بهاء الدولة، و بلغه ما وقعببغداد في مغيبه من الهرج و ظهورالعيّارين، فبعث بهاء الدولة مكانه علىالعراق فخر الملك أبا غالب، و أصعد إلىبغداد فلقيه الكتّاب و القوّاد و الأعيانفي ابن خلدون م 40 ج 4