انصرف عنها سلطان الدولة إلى بغدادفملكها أبو الفوارس و سار إلى بلاد فارسفملكها، و دخل إلى شيراز فسار سلطانالدولة إليه فهزمه فعاد إلى كرمان سنةثمان و أربعمائة. و بعث سلطان الدولة فيأثره فملكوا عليه كرمان، و لحق بشمسالدولة صاحب همذان لأنه كان أساء معاملةأبي سعيد الطائي، فلم يرجع إلى محمود بنسبكتكين. ثم فارق شمس الدولة إلى مهذّبالدولة صاحب البطيحة فبالغ في تكرمته وأنزله بداره. و أنفذ إليه أخوه جلال الدولةمالا، و عرض عليه المسير إليه فأبى. ثمتردّدت الرسل بينه و بين أخيه سلطانالدولة، فعاد إلى كرمان و بعث إليهالتقليد و الخلع.
ثم شغب الجند على سلطان الدولة ببغداد سنةإحدى عشرة و أربعمائة، و نادوا بولايةمشرف الدولة أخيه فهمّ بالقبض عليه فلميتمكّن من ذلك، ثم أراد الانحدار إلى واسطلبعض شئون الدولة فطلب الجند أن يستخلففيهم أخاه مشرف الدولة فاستخلفه، و رجع منواسط إلى بغداد. ثم اعتزم على قصد الأهوازفاستخلف أخاه مشرف الدولة ثانيا علىالعراق بعد أن كانا تحالفا أن لا يستخلفأحد منهما ابن سهلان. فلما بلغ سلطانالدولة تستر استوزر ابن سهلان فاستوحش منمشرف الدولة.
ثم بعث سلطان الدولة إلى الأهوازفنهبوها، فدافعهم الأتراك الذين بها، وأعلنوا بدعوة مشرف الدولة، فانصرف سلطانالدولة عنهم. ثم طلب الديم من مشرف الدولةالمسير إلى بيوتهم بخوزستان فأذن لهم وبعث معهم وزيره أبا غالب، و لحق الأتراكالذين كانوا معه بطراد بن دبيس الأسديبجزيرة بني دبيس و ذلك لسنة و نصف منولايته الوزارة، و صودر ابنه أبو العبّاسعلى ثلاثة ألف دينار و سرّ سلطان الدولةبقتل أبي غالب، و بعث أبا كاليجار إلىالأهواز فملكها. ثم تراسل سلطان الدولة ومشرف الدولة في الصلح، و سعى فيه بينهماأبو محمد بن مكرم صاحب سلطان الدولة و مؤيدالملك الرجّحي وزير مشرف الدولة، على أنيكون العراق