تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 629
نمايش فراداده

أبو القاسم الحسين، ثم قتله الحاكم فهربابنه أبو القاسم إلى مفرّج بن الجرّاحأمير طيِّئ بالشام، و داخله في الانتقاضعلى العبيديّين بأبي الفتوح أمير مكةفاستقدمه و بايع له بالرملة. ثم صونع معمصر بالمال فانحلّ ذلك الأمر و رجع أبوالفتوح إلى مكة، و قصد أبو القاسم العراق واتصل بالعميد فخر الملك أبي غالب، فأمرهالقادر بإبعاده، فقصد الموصل و استوزرهصاحبها، ثم نكبه و عاد الى العراق، و تقلّببه الحال إلى أن وزر بعد مؤيد الملكالرجّحي، فساء تصرّفه في الجند و شغبالأتراك عليه و على الأثير عنبر بسببه،فخرجا إلى السّندية، و خرج معهما مشرفالدولة فأنزلهم قرواش. ثم ساروا إلىأوانا، و ندم الأتراك فبعثوا المرتضى وأبا الحسن الزينبي يسألون الإقالة، و كتبإليهم أبو القاسم المغربي بأنّ أرزاقكمعند الوزير مكرا به.

و شعر بذلك فهرب إلى قرواش لعشرة أشهر منوزارته، و جاء الأتراك إلى مشرف الدولة والأثير عنبر فردّهما إلى بغداد.

وفاة سلطان الدولة بفارس و ملك ابنه أبيكليجار و قتل ابن مكرم

ثم توفي سلطان الدولة أبو شجاع بن بهاءالدولة صاحب فارس بشيراز، و كان محمد بنمكرم صاحب دولته، و كان هواه مع ابنه أبيكليجار، و هو يومئذ أمير على الأهواز،فاستقدمه للملك بعد أبيه و كان هوىالأتراك مع عمّه أبي الفوارس صاحب كرمانفاستقدموه. و خشي محمد بن مكرم جانبه و فرّعنه أبو المكارم إلى البصرة، و سار العادلأبو منصور بن مافنّة إلى كرمان لاستقدامأبي الفوارس و كان صديقا لابن مكرم (1) فحسنأمره عند أبي الفوارس، و أحال الأجناد بحقالبيعة على ابن مكرم فضجر و ماطلهم، فقبضعليه أبو الفوارس و قتله. و لحق ابنهالقاسم بأبي كليجار بالأهواز فتجهّز إلىفارس، و قام بتربيته بابن مزاحم (2) صندل‏

(1) يبدو ان أبا منصور بن مافنة كان صديقالابن مكرم هكذا يقتضي السياق و في الكامل ج9 ص 337:

«فقال له العادل أبو منصور بن مافنة:الصلحة أن تقصد سيراف، و تكون مالك أمرك، وابنك أبو القاسم بعمان، فتحتاج الملوكإليك. فركب سفينة ليمضي اليها، فأصابه بردفبطل عن الحركة، و أرسل العادل بن مافنةإلى كرمان لإحضار أبي الفوارس».

(2) المعنى غير واضح و في الكامل ج 9 ص 338: «وقام بأمره أبو مزاحم صندل الخادم، و كانمربيه».