و حاصروه بها فبعث أخاه أبا سعد صاحب فارسحين طلبه صاحب إصطخر ليفتّ في عضد فلاستونو هزارشب و يرجعوا عنه. فلم يهجهم ذلك وساروا إلى الأهواز و قاتلوه فهزموه، و لحقفي الفلّ بواسط و نهبت الأهواز. و فقد فيالوقعة الوزير كمال الملك أبو المعالي بنعبد الرحيم و كانت السلجوقية قد ساروا إلىفارس، فاستولى آلب أرسلان ابن أخي طغرلبكعلى مدينة نسا و عاثوا فيها و ذلك سنة ثلاثو أربعين و أربعمائة. ثم ساروا سنة أربع وأربعين و أربعمائة إلى شيراز و معهمالعادل بن ماقته (1) وزير فلاستون فقبضواعليه و ملكوا منه ثلاث قلاع و سلّموها إلىأبي سعد أخي الملك الرحيم، و اجتمعت عساكرشيراز فهزموا الغز الذين ساروا إليها وأسروا بعض مقدّميهم. ثم ساروا إلى نسا و قدكان تغلّب عليها بعض السلجوقيّة فأخرجوهمعنها و ملكوها.
لما سار الملك الرحيم إلى شيراز سنة إحدىو أربعين ثار بعض بني عقيل باردوقا (2)فنهبوها و عاثوا فيها و كانت من أقطاعالبساسيري، فلما عاد من فارس سار إليهم منبغداد فأوقع بأبي كامل بن المقلّد، واقتتلوا قتالا شديدا. ثم تحاجزوا و رفع إلىالبساسيري أن قرواش أساء السيرة في أهلالأنبار، و جاء أهلها متظلّمين منه، فبعثمعهم عسكرا فملكوها، و جاء على أثرهمفأصلح أحوالها. و زحف قريش (3) إليها سنة ستو أربعين فملكها و خطب فيها لطغرلبك، و نهبما كان فيها للبساسيري، و نهب حلل أصحابهبالخالص، و جمع البساسيري و قصد الأنبار وجرى فاستعاد من يد قريش و رجع إلى بغداد.
(1) العادل بن مافنّة و قد مرّ معنا من قبل (2) بادوريا: ابن الأثير ج 9 ص 555 (3) هو ابو المعالي قريش بن بدران