تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 687
نمايش فراداده

عرّج عضد الدولة إلى ولاية حسنويه الكرديفافتتح نهاوند و الدّينور و سرماج و أخذ مافيها من ذخائره، و كانت جليلة المقدار وملك معها عدّة من قلاع حسنويه و وفد عليهأولاد حسنويه فقبض على عبد الرزاق و أبيالعلاء و أبي عدنان، و اصطنع من بينهم أباالنجم بدر بن حسنويه و خلع عليه و ولّاهعلى الأكراد و قوّاه بالرجال فضبط ملكالنواحي و كفّ عادية الأكراد بها. و استقامأمره فحسده أخواه، و أظهر عاصم و عبد الملكمنهم العصيان، و جمعا الأكراد المخالفين وبعث عضد الدولة العساكر فأوقعوا بعاصم وهزموه و جاءوا به أسيرا إلى همذان، و لميوقف له بعد ذلك على خبر، و ذلك سنة سبعين وثلاثمائة و قتل جميع أولاد حسنويه و أقرّبدرا على عمله.

حروب بدر بن حسنويه و عساكر مشرف الدولة

و لما توفي عضد الدولة و ملك ابنه صمصامالدولة ثار عليه أخوه مشرف الدولة بفارس،ثم ملك بغداد. و كان فخر الدولة بن ركنالدولة قد عاد من خراسان إلى مملكة أصفهانو الريّ بعد وفاة أخيه مؤيد الدولة، و وقعبينه و بين مشرف الدولة فكان مشرف الدولةيحقد عليه. فلما استقرّ ببغداد و انتزعهامن يد صمصام الدولة، و كان قائده قراتكينالجهشياري مدلا عليه متحكّما في دولته، وكان ذلك يثقل على مشرف الدولة، جهّزه فيالعساكر لقتال بدر بن حسنويه يروم إحدىالراحتين، فسار إلى بدر سنة سبع و سبعين وثلاثمائة و لقيه على وادي قرميسين. و انهزمبدر حتى توارى و لم يتلقوه و نزلوا فيخيامه، ثم كرّ بدر فأعجلهم عن الركوب، وفتك فيهم و احتوى على ما معهم. و نجاقراتكين في فلّ إلى جسر النهروان فلحق بهالمنهزمون، و دخل بغداد و استولى بدر علىأعمال الجيل و قويت شوكته و استفحل أمره. ولم يزل ظاهرا عزيزا و قلّد من ديوانالخلافة سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائةأيام السلطان بهاء الدولة و لقّب ناصرالدولة. و كان كثير الصدقات بالحرمين، وكثير الطعام للعرب بالحجاز لخفارة الحاج،و كفّ أصحابه من الأكراد عن إفساد السابلةفعظم محله و سار ذكره.

ابن خلدون م 44 ج 4