بلاد الريّ سنة عشرين و أربعمائة و ملكواهمذان و عاثوا في نواحيها إلى أستراباذ وقرى الدّينور، خرج إليهم أبو الفتح بن أبيالشوك و قاتلهم فهزمهم و أسر منهم جماعة.ثم عقد الصلح معهم على إطلاق أسراهم ورجعوا عنه. ثم استولى أبو الشوك سنة ثلاثينو أربعمائة على قرميسين من أعمال الجيل، وقبض على صاحبها من الأكراد الترهية و ساراخوه إلى قلعة أرمينية فاعتصم بها من أبيالشوك، و كانت لهم مدينة خولنجان، فبعثإليها عسكرا فلم يظفروا و عادوا عنها. ثمجهّز آخر و بعثهم ليومهم يسابقون جندهم، ومرّوا بأرمينية فنهبوا ربضها، و قاتلوا منظفروا به، و انتهوا إلى خولنجان فكبسوهاعلى حين غفلة و استأمن إليهم أهلها و تحصّنالحامية بقلعة وسط البلد فحاصروها وملكوها عليهم في ذي القعدة من السنة.
كان أبو الفتح بن أبي الشوك نائبا عن أبيهبالدّينور، و استفحل بها و ملك قلاعا عدة،و حمى أعماله من الغزّ فأعجب بنفسه و رأىالتفوّق على أبيه. و سار في شعبان سنة إحدىو ثلاثين و أربعمائة إلى قلعة بكورا (1) منقلاع الأكراد و صاحبها غائب و بها زوجتهفراسلت مهلهلا لتسلم له القلعة نكاية لأبيالفتح، و كانت حلّة مهلهل في نواحيالصّامغان فانتظر حتى عاد أبو الفتح عنالقلعة و جمعا العساكر لحصارها، و سارإليها أبو الفتح فوري له عن قصده، و رجعفأتبعه أبو الفتح فقاتله عمّه مهلهل، ثمظفر به و أسره و حبسه. و جمع أبو الشوك و قصدشهرزور و حاصرها. ثم قصد بلاد مهلهل و طالالأمر و لجّ مهلهل في شأنه و أغرى علاءالدولة بن كاكويه ببلد أبي الفتح فملكعليه الدّينور و قرميسين سنة اثنتين وثلاثين.
ثم سار أبو الشوك إلى دقوقا و قدم إليهاابنه سعدي فحاصرها و جاء على أثره فنقبواسورها و ملكها عنوة، و نهب بعض البلد وأخذت أسلحة الأكراد و ثيابهم، و أقام أبوالشوك بها ليله. ثم بلغه أنّ أخاه سرخاب بنمحمد قد أغار على مواضع من ولايته فخاف علىالبندنجين. و رجع و بعث إلى جلال الدولةسلطان بغداد يستنجده،
(1) قلعة بلوار: ابن الأثير ج 9 ص 470.