تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 693
نمايش فراداده

فبعث إليه العساكر و أقاموا عنده، و سارمهلهل إلى علاء الدولة بن كاكويه يستصرخهعلى أخيه أبي الشوك على الاعتصام بقلعةالسّيروان. ثم بعث الى علاء الدولة يعرض لهبالرجوع إلى جلال الدولة صاحب بغدادفصالحه على أن يكون الدّينور لعلاء الدولةو رجع عنه. ثم سار أبو الشوك إلى شهرزورفحاصرها و عاث في سوادها، و حصر قلعة بيزازشاه فدافعه أبو القاسم بن عيّاض عنها، ووعده بخلاص ابنه أبي الفتح من أخيه مهلهل،فسار من شهرزور إلى نواحي سند من أعمال أبيالشوك، و لما بعث إليه ابن عيّاض بالصلح معأخيه أبي الشوك امتنع فسار أبو الشوك منحلوان إلى الصّامغان. و نهب ولاية مهلهلكلّها و أجفل مهلهل بين يديه. ثم تردّدالناس بينهما في الصلح و عاد عنه أبوالشوك.

استيلاء نيال أخي طغرلبك على ولاية أبيالشوك

ثم سار إبراهيم نيّال (1) بأمر أخيه طغرلبكمن كرمان إلى همذان فملكها، و لحق كرساشف(2) بن علاء الدولة بالأكراد الجورقان (3) وكان أبو الشوك حينئذ بالدّينور ففارقهاإلى قرميسين و ملكها نيال. و سار في اتباعهإلى قرميسين ففارقها إلى حلوان و ترك كل منفي عسكره من الديلم و الأكراد الشاذنجان. وسار إليها نيال و ملكها عليهم عنوة واستباحها و فتك في العسكر و لحق فلّهم بأبيالشوك في حلوان فقدّم أهله و ذخيرته إلىقلعة السّيروان و أقام. ثم سار نيال إلىالصيمرة فملكها و نهبها، و أوقع بالأكرادالمجاورين لها في الجورقان فانهزموا. وكان عندهم كرساشف بن علاء الدولة فلحقببلد شهاب الدولة و شرد أهلها في البلاد، ووصل إليها نيال آخر شعبان فملكها وأحرقها، و أحرق دار أبي الشوك. و سارتطائفة من الغزّ في أثر جماعة منهمفأدركوهم بخانقين فغنموا ما معهم، و انتشرالغزّ في تلك النواحي. و تراسل أبو الشوك وأخوه مهلهل و كان ابنه أبو الفتح قد مات فيسجن مهلهل. فبعث مهلهل‏

(1) إبراهيم ينال: ابن الأثير ج 9 ص 506.

(2) كرشاسف: المرجع السابق.

(3) الجوزقان: المرجع السابق.