المخمّسون، و لا يمنع من التكبير عليهاالمربّعون. يؤذّن بحيّ على خير العملالمؤذّنون، و لا يؤذى من بها لا يؤذّنون.لا يسبّ أحد من السلف و لا يحتسب علىالواصف فيهم بما يوصف، و الخالف فيهم بماخلف. لكل مسلم مجتهد في دينه اجتهاده و إلىالله ربّه ميعاده، عنده كتابه و عليهحسابه. ليكن عباد الله على مثل هذا عملكممنذ اليوم، لا يستعلى مسلم على مسلم بماأعتقده، و لا يعترض معترض على صاحبه فيماأعتمده من جميع ما نصّه أمير المؤمنين فيسجلّه هذا، و بعده قوله تعالى يا أيهاالذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم منضلّ إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعافينبئكم بما كنتم تعملون. و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. كتب في رمضان سنة ثلاثو تسعين و ثلاثمائة.
ثم توفي الحاكم بأمر الله منصور بن العزيزنزار قتيلا ببركة الحبش بمصر، و كان يركبالحمار و يطوف بالليل و يخلو بدار في جبلالمقطم للعبادة، و يقال لاستنزال روحانيةالكواكب. فصعد ليلة من ليالي (1) لثلاث بقينمن شوّال سنة إحدى عشرة ركب على عادته ومشى معه راكبان فردّهما واحدا بعد آخر فيتصاريف أموره. ثم افتقد و لم يرجع، وأقاموا أياما في انتظاره. ثم خرج مظفّرالصقليّ (2) و القاضي و بعض الخواصّ إلىالجبل فوجدوا حماره مقطوع اليدين، واتبعوا أثره إلى بركة الحبش فوجدوا ثيابهمزرّرة و فيها عدّة ضربات بالسكاكينفأيقنوا بقتله. و يقال إنّ أخته بلغه أنّالرجال يتناوبون بها فتوعّدها فأرسلت الىابن دواس من قوّاد كتامة، و كان يخافالحاكم فأغرته بقتله، و هوّنته عليه لمايرميه به الناس من سوء العقيدة، فقد يهلكالناس و نهلك معه. و وعدته بالمنزلة والاقطاع، فبعث إليه
(1) هكذا بياض بالأصل و في الكامل لا بنالأثير ج 9 ص 314: «و كان سبب فقده انه خرجيطوف ليلة على رسمه، و أصح عند قبرالفقّاعيّ، و توجّه إلى شرقي حلوان و معهركابيان، فأعاد أحدهما مع جماعة من العربالى بيت المال، و أمر لهم بجائزة، ثم عادالركابيّ الآخر، و ذكر انه خلّفه عندالعين و المقصبة. (2) مظفر الصقلبيّ: المرجع السابق.