امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 137
نمايش فراداده

رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّميصوّر أهمية صلة الرحم‏

بقوله: «صلة الرّحم تعمر الدّيار و تزيدفي الأعمار، و إن كان أهلها غير أخيار» «1».

و عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسّلام قال: «صل رحمك و لو بشربة ماء، وأفضل ما يوصل به الرّحم كفّ الأذى عنها»«2».

الإمام علي بن الحسين السّجاد عليهالسّلام يحذّر ولده من صحبة خمس مجموعات،إحداها قطاع الرحم، و

يقول: «... و إيّاك و مصاحبة القاطع لرحمهفإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللّه».

و يقول سبحانه: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْتَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِيالْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْأُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ«3».

السبب في كل هذا التأكيد الإسلامي علىالرحم هو أن عملية إصلاح المجتمع و تقويةبنيته و صيانة مسيرة تكامله و عظمته فيالحقول المادية و المعنوية، تفرض البدءبتقوية اللّبنات الأساسية التي يتكونمنها البناء الاجتماعي، و عند استحكاماللّبنات و تقويتها يتم إصلاح المجتمعتلقائيّا.

الإسلام مارس هذه العملية على النحوالأكمل في بناء المجتمع الإسلامي القويالشامخ، و أمر بإصلاح الوحدات الاجتماعية.و الكائن الإنساني لا يأبى عادة أن ينصاعإلى مثل هذه الأوامر اللازمة لتقويةارتباط أفراد الأسرة، لاشتراك هؤلاءالأفراد في الرحم و الدم.

و واضح أن المجتمع يزداد قوة و عظمة كلّماازداد التماسك و التعاون و التعاضد فيالوحدات الاجتماعية الصغيرة المتمثلةبالأسرة. و إلى هذه الحقيقة قد يشير

الحديث الشريف: «صلة الرحم تعمر الديار».

1- سفينة البحار (مادة رحم).

2- سفينة البحار (مادة رحم).

3- محمّد، 22.