السجود إذن جاء مباشرة بعد نفخ الروح فيالإنسان، و هذا المعنى جاء في الآية 72 منسورة (ص) «1».
ثمة دليل آخر على هذه المسألة هو أناستجابة الملائكة لأمر اللّه بالسجود، لوكانت بعد اتضاح مكانة آدم، لما اعتبرتمفخرة للملائكة.
على أي حال، الآية المذكورة تقرير قرآنيواضح صريح لشرف الإنسان و عظمة مكانته. فكلالملائكة يؤمرون بالسجود له بعد اكتمالخلقته.
حقا، إن هذا الموجود، اللائق لخلافةاللّه على الأرض، و المؤهل لهذا الشوطالكبير من التكامل و تربية أبناء عظامكالأنبياء و خاصة النّبي الخاتم صلّى اللهعليه وآله وسلّم، يستحق كل احترام.
نحن نشعر بالتعظيم و التكريم لمن حوى بعضالعلوم و علم شيئا من القوانين والمعادلات العلمية، فكيف حال الإنسانالأوّل مع كل تلك العلوم و المعارفالزاخرة عن عالم الوجود؟!
«الشّيطان» اسم جنس شامل للشيطان الأوّلو لجميع الشّياطين. أمّا «إبليس» فاسم علمللشيطان الذي وسوس لآدم. و إبليس- كما صرحالقرآن- ما كان من جنس الملائكة و إن كان فيصفوفهم، بل كان من طائفة الجن، و هيمخلوقات مادية. قال تعالى: فَسَجَدُواإِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ «2».
1- إلى هذا أشار أيضا الآلوسي في روحالمعاني، و الفخر الرازي في التّفسيرالكبير. 2- الكهف، 50.