امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 167
نمايش فراداده

الآيات [سورة البقرة (2): الآيات 37 الى 39]

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍفَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَااهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّايَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْتَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَ الَّذِينَكَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِناأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيهاخالِدُونَ (39)

التّفسير

عودة آدم عليه السّلام إلى اللّه‏

بعد حادثة وسوسة إبليس، و صدور الأمرالإلهي لآدم بالخروج من الجنّة، فهم آدمأنه ظلم نفسه، و أنه أخرج من ذلك الجوّالهادي‏ء المنعّم على أثر إغواء الشيطان،ليعيش في جوّ جديد ملي‏ء بالتعب و النصب. وهنا أخذ آدم يفكر في تلافي خطئه، فاتجه بكلوجوده إلى بارئه و هو نادم أشدّ الندم.

و أدركته رحمة اللّه في هذه اللحظات كماتقول الآية فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْرَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ،إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

«التوبة» في اللغة بمعنى «العودة»، و هيفي التعبير القرآني، بمعنى العودة عنالذنب، إن نسبت إلى المذنب. و إن نسبت كلمةالتوبة إلى اللّه فتعني عودته سبحانه إلىالرحمة التي كانت مسلوبة عن العبد المذنب.و لذلك فهو تعالى «توّاب» في‏