و بندان ذكرا في الآية الكريمة:
وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِيإِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُاثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَ قالَ اللَّهُإِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُالصَّلاةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي، وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ... «1».
و هما: الإيمان بالأنبياء و مؤازرتهم.
كان بنو إسرائيل قد وعدوا بالنعيم إن وفوابعهودهم، وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُلكنهم نقضوا الميثاق، و لا يزالون حتىاليوم ينقضونه.
و كان نتيجة ذلك التشتيت و التشريد، وسيبقون كذلك ما داموا ناكثين. و إذا رأينالهم يوما جولة و ضجيجا بفضل الدعمالاستكباري لهم، فإن هذه الجولة سرعان ماستخبو إن شاء اللّه أمام صولة أبناءالإسلام ... و ها نحن نرى في الأفق بوادرالصحوة الإسلامية التي تدفع بالشباب أنيتخلوا عن المدارس الفكرية المنحرفة والاتجاهات القومية و العنصرية الكافرة ويقضوا على هذا الضجيج.
نعم اللّه تستتبعها دوما قيود و شروط، وإلى جانب كل نعمة، مسئولية و شرط.
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسّلام في قوله اللّه عزّ و جلّ: أَوْفُوابِعَهْدِي قال: قال بولاية أمير المؤمنينعليه السّلام «أوف بعهدكم أوف لكمبالجنّة» «2».
و لا عجب إن ورد الإيمان بولاية علي عليهالسّلام في هذا الحديث، باعتباره جزءا منالعهد. لأن الإيمان بالأنبياء و مؤازرتهم،من بنود العهد مع بني إسرائيل، و يستتبعذلك الإيمان بخلفاء الأنبياء باعتبارهمامتدادا لمسألة القيادة و الولاية و هذهالمسألة ينبغي تحققها بشكل يتناسب معزمانها. موسى عليه السّلام في زمانه كان
1- المائدة، 12. 2- تفسير نور الثقلين، المجلد الأول