اللّه ببصيرته أمامه، بحيث لا يبقى فينفسه أي شك و ترديد.
هذه الحالة قد تحصل للأفراد نتيجة الطّهرو التقوى و العبادة و تهذيب النفس في هذهالدنيا. و
في «نهج البلاغة» نقرأ: أن «ذعلب اليماني»و هو من فضلاء أصحاب الإمام علي بن أبيطالب عليه السّلام، سأل عليا هل رأيتربّك؟
أجابه علي: أ فأعبد ما لا أرى؟! و حين طلبذعلب مزيدا من التوضيح قال الإمام:
«لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، و لكنتدركه القلوب بحقائق الإيمان» «1».
هذا الشهود الباطني ينجلي للجميع يومالقيامة، و لا يبقى أحد إلّا و قد آمنإيمانا قاطعا، لوضوح آثار عظمة اللّه وقدرته في ذلك اليوم.
ثمة منطلقان أساسيان للتغلب على الصعاب والمشاكل، أحد هما داخلي، و الآخر خارجي.
أشارت الآية إلى هذين المنطلقين بعبارة«الصبر» و «الصلاة». فالصبر هو حالةالصمود و الاستقامة و الثبات في مواجهةالمشاكل، و الصلاة هي وسيلة الارتباطباللّه حيث السند القويّ المكين.
كلمة «الصبر» فسرت في روايات كثيرةبالصوم، لكنها لا تنحصر حتما. بل الصوم أحدالمصاديق الواضحة البارزة للصبر. لأنالإنسان يحصل في ظل هذه العبادة الكبرىعلى الإرادة القوية و الإيمان الراسخ والقدرة على التحكم في الميول و الرغبات.
روى بعض المفسرين في تفسير هذه الآية: أنالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان إذاأحزنه أمر
1- نهج البلاغة، الكلام 179.