امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 191
نمايش فراداده

الشي‏ء من جنسه، أما في الآخرة ف لايُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ.

و إذا لم تنفع الوسائل المذكورة كلها،يستصرخ أصحابه لينصروه و يخلصوه منالجزاء، و في الآخرة لا يقوم بنجاتهم أحدوَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ.

القرآن الكريم يؤكد أن الأصول الحاكمةعلى قوانين الجزاء يوم القيامة تختلفكليّا عمّا هو السائد في هذه الحياة،فالسبيل الوحيد للنجاة يوم القيامة، هوالإيمان و التقوى و الاستعانة بلطف البارئتعالى.

تاريخ الشرك و تاريخ المنحرفين من أهلالكتاب، ملي‏ء بأفكار خرافية تدور حولمحور التوسل و بمثل الأمور التي ذكرتهاالآية الكريمة للفرار من العقاب الاخروي.صاحب المنار يذكر مثلا، أن النّاس في بعضمناطق مصر- كانوا يدفعون مبلغا من المالإلى الذي يتعهد غسل الميت، و يسمون هذاالمبلغ أجرة الانتقال إلى الجنّة «1».

و في تاريخ اليهود نقرأ أنهم كانوا يقدمونالقرابين للتكفير عن ذنوبهم، و إن لميجدوا قربانا كبيرا يكتفون بتقديم زوج منالحمام. «2»

و في التاريخ القديم كانت بعض الأقوامتدفن مع الميت حليّة و أسلحته، ليستفيدمنها في الحياة الاخرى «3».

القرآن و مسألة الشّفاعة

العقاب الإلهي في هذه الحياة الدنيا و فيالآخرة، لا ينزل بساحة الإنسان دون شك منأجل الانتقام. بل إن العقوبات الإلهيةتشكل عنصر الضمان في تنفيذ القوانين، وتؤدي في النتيجة إلى تقدم الإنسان وتكامله. من هنا يجب الاحتراز عن أي شي‏ءيضعف من قوّة عنصر الضمان هذا، كي لا تنتشربين النّاس الجرأة

1- المنار، ج 1، ص 306.

2- المنار، ج 1، ص 306.

3- الميزان، ج 1، ص 156.