تأديبك لهم» «1».
في هذا الحديث نجد ارتباطا بين «تأديبالعالم» و «شفاعته لمن أدّبهم» و هذاالارتباط يوضّح كثيرا من المسائل المبهمةفي بحثنا هذا.
أضف إلى ما سبق أن في اختصاص الشفاعةبالعالم و سلبها من العابد، دلالة اخرىعلى أن الشفاعة في المفهوم الإسلامي ليستمعاملة و عقدا و تلاعبا بالموازين، بلمدرسة للتربية، و تجسيد لما مرّ به الفردمن مراحل تربوية في هذا العالم.
ما ذكرناه من روايات بشأن الشفاعة هو غيضمن فيض، فالروايات في هذا المجال كثيرةتبلغ حدّ التواتر، و إنما اخترنا منها مايتناسب مع بحثنا.
النووي الشافعي»
في شرحه لصحيح مسلم، نقل عن القاضي عياض- وهو من كبار علماء أهل السنة،- أنّ أحاديثالشفاعة متواترة «3».
ابن تيمية (المتوفى 728 هـ) و محمّد بن عبدالوهّاب (المتوفى 1206 هـ)، مع ما لهما منتعصّب و لجاج في مثل هذه الأمور، يقرّانبتواتر هذه الروايات.
ثمة كتاب دراسي معروف و متداول بين«الوهّابية» هو «فتح المجيد» للشيخ عبدالرحمن بن حسن، ينقل عن «ابن القيم» مايلي:
«الرابع: شفاعته في العصاة من أهل التوحيدالذين يدخلون النار بذنوبهم.
و الأحاديث بها متواترة عن النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم و قد أجمع عليهاالصحابة و أهل السنة
1- الإختصاص، للمفيد، نقلا عن البحار، ج 3،ص 305. 2- هو يحيى بن شرف، من علماء القرن السابعالهجري، و النووي نسبة إلى مدينة «النوى»قرب دمشق. 3- البحار، ج 3، ص 307.