نفوذهم!! تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.
كل هذه المعاني تبعدنا من أصل التوحيد وتؤدي بنا إلى السقوط في وادي الشرك ... إنهاالمفهوم السلبي للشفاعة و السائد لدىالعرف العام.
أما الشفاعة بمعناها الصحيح الذي ذكرناه،فلا تنطوي على هذه العيوب، بل إنها أكثر منذلك تصلح العيوب، و تعمّق النقاطالإيجابية في الكائن البشري.
هذا النوع من الشفاعة لا يشجع على ارتكابالذنب، بل يدفع إلى ترك الذنوب.
لا يدعو إلى التقاعس و التماهل، بل يبعثفي الإنسان روح الأمل التي يستتبعها عادةتصعيد الإرادة لتلافي أخطاء الماضي.
هذه الشفاعة لا ترتبط بالمجتمعاتالمتخلّفة، بل هي وسيلة تربوية فعّالةلإصلاح المجرمين و المذنبين و المعتدين.
ليست هذه الشفاعة بشرك، بل هي عين التوحيدو التأكيد على التوجه إلى اللّه والاستمداد من صفاته و إذنه و أمره.
و لمزيد من التوضيح نتحدث أكثر عن مسألةالشفاعة و التوحيد.
الفهم الخاطئ لمسألة الشّفاعة آثاراعتراض فئتين على ما بينهما من تضاد.
الفئة الاولى: اعترضت على الشفاعة منمنطلق مادي و اعتبرتها عاملا للتخدير ولإماتة روح السّعي و المثابرة، و قد أجبناعلى اعتراضات هذه الفئة فيما سبق.
الفئة الاخرى: اعترضت على الشفاعة منمنطلق السلفية، و اعتبرتها شركا و انحرافاعن خط التوحيد، و يمثل هذه الفئة«الوهّابيون» و من لفّ لفّهم. و الإجابةعلى اعتراضات الوهّابيين و إن كانت تحتاجإلى إطالة و خروج عن طريقة التّفسير