ذكرنا أن بين «الشفاعة» في مفهومهاالمنحرف و «الشفاعة» في مفهومها الإسلاميالصحيح بونا شاسعا. المفهوم الأوّل يقومعلى أساس تغيير وجهة نظر «المستشفع»، والآخر يدور حول محور التغييرات المختلفةفي وضع المستشفع له.واضح أن الشفاعة بمفهومها الأول مرفوضةلأنها تقتل روح السعي و المثابرة فيالنفوس ... و تشجع على ارتكاب الذنوب ... وتعتبر انعكاسا عن المجتمعات المتخلفة والإقطاعية ... و تتضمن أكثر من ذلك نوعا منالشرك و الانحراف عن خط التوحيد.لا شك أن الإنسان المسلم يبتعد عن خطالتوحيد لو اعتقد بإمكان تقديم «وساطة»إلى اللّه كما تقدم «الوساطات»، إلى أصحابالنفوذ في هذه الدنيا. لأن مثل هذا الفردقد اعتقد بشكل غير مباشر بإمكان تغيير علماللّه! و بإمكان خفاء أمر من أمور«المستشفع» على اللّه! أو بوجود مصدر يمكنأن يطفئ الإنسان به غضب اللّه أو يكسب بهودّه و رضاه!، أو بحاجة اللّه إلى مكانةبعض عباده و بسبب احتياجه إليهم يقبلشفاعتهم. أو أنه تعالى يقبل شفاعتهم بسببخوفه من