مرّت بنا في الآيات السابقة قصّة خلافةآدم في الأرض، و موقف الملائكة منه، ثمنسيانه العهد الإلهي و هبوطه إلى الأرض، وبعد ذلك توبته.و من أحداث قصّة آدم عليه السّلام، اتضحأن الساحة الكونية تنطوي دوما على قوتين:قوّة الحق و قوّة الباطل. و هاتان القوتانمتقابلتان و متصارعتان، و من اتبع الشيطانفي هذا الصراع فقد اختار طريق الباطل، ومصيره الابتعاد عن الجنّة و السّعادة، ومعاناة المصائب و الآلام، و من ثمّ الندم.و من التزم بأوامر اللّه و نواهيه و تغلبعلى وساوس الشيطان و أتباعه، فقد سار علىطريق الحق، و ابتعد عن نكد العيش و ضنكه وآلامه.لمّا كانت قصّة بني إسرائيل ابتداء منتحررهم من السيطرة الفرعونية و استخلافهمفي الأرض، و مرورا بنسيان العهد الإلهي، وانتهاء بسقوطهم في حضيض الانحراف و العذابو المشقة، تشبه إلى حد كبير قصة آدم، بل هيفرع