3- طرق الاختبار
ذكرت الاية أعلاه نماذج ممّا يختبر بهالإنسان، كالخوف و الجوع و الأضرارالمالية و الموت ... لكن سبل الاختبارالإلهي لا تنحصر بما تقدم فذكر القرآنمنها في مواضع اخرى: البنين، و الأنبياء، وأحكام اللّه، بل حتى بعض ألوان الرؤيا:وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ«1».نعلم أن النّاس إزاء الاختبارات الإلهيةعلى نوعين: متفوّق في الامتحان، و خاسر.فحيثما تسود حالة «الخوف» مثلا، ترىجماعة يتراجعون كي لا يصيبهم سوء، فينفضونأيديهم من المسؤولية، أو يلجأون إلىالمداهنة أو التماس الأعذار، كقولهم الذييحكيه القرآن: نَخْشى أَنْ تُصِيبَنادائِرَةٌ «2».و ثمة جماعة تقف كالطود الأشمّ أمام كلالمخاوف، تزداد توكلا و إيمانا، و هؤلاءالذين يقول عنهم القرآن: الَّذِينَ قالَلَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْجَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ،فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَااللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ «3».و هكذا موقف النّاس من ألوان الامتحاناتالاخرى، يعرض القرآن نماذج لموقفالنّاجحين و الفاشلين في الاختبارالإلهي، سنتناولها في مواضعها.4- عوامل النجاح في الامتحان
هنا يتعرض الإنسان لاستفهام آخر، و هو أنهإذا كان القرار أن يتعرض جميع أفراد البشرللامتحان الإلهي، فما هو السبيل لاحرازالنجاح و التوفيق في هذا الامتحان؟ القرآنيعرض هذه السبل في القسم الأخير من آيةبحثنا و في آيات اخرى:1- الأنبياء، 35.2- المائدة، 52.3- آل عمران، 173.