هاتان الآيتان تذكّران بني إسرائيل بنعمةإلهية اخرى، كما توضحان في الوقت نفسه روحاللجاج و العناد في هؤلاء القوم، و تبيانما نزل بهم من عقاب إلهي، و ما شملهم اللّهبه من رحمة بعد ذلك العقاب.تقول الآية الاولى: وَ إِذْ قُلْتُمْ يامُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَىاللَّهَ جَهْرَةً.هذا الطلب قد ينم عن جهل بني إسرائيل، لأنإدراك الإنسان الجاهل لا يتعدّى حواسه. ولذلك يرمي إلى أن يرى اللّه بعينه.أو قد يحكي هذا الطلب عن ظاهرة لجاج القومو عنادهم التي يتميزون بها دوما.على أي حال، طلب بنو إسرائيل من نبيهمبصراحة أن يروا اللّه جهرة، و جعلوا ذلكشرطا لإيمانهم.عندئذ شاء اللّه سبحانه أن يرى هؤلاءظاهرة من خلقه لا يطيقون رؤيتها، ليفهمواأن عينهم الظاهرة هذه لا تطيق رؤية كثير منمخلوقات اللّه، فما بالك برؤية اللّهسبحانه نزلت الصاعقة على الجبل و صحبهابرق شديد و رعد مهيب