3- هل «المنّ» و «السلوى» خير الأطعمة؟
حين طلب بنو إسرائيل أطعمة متنوعة جاءهمالتقريع بالقول: أَ تَسْتَبْدِلُونَالَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَخَيْرٌ؟! أي أ تختارون الأدنى و تتركونالأفضل؟! و يبدو أن المقصود بالأفضل هنا هوما لديهم من طعام متمثل بالمن و السلوى.غير أن التفضيل الذي يطرحه القرآن هنايعود إلى الحياة بكل أبعادها، و التقريعيتجه إلى بني إسرائيل لرغبتهم في التنويعمع ما قد يكشف هذا التنويع من ذلّ و هوان.و على صعيد القيمة الغذائية، فإن الأطعمةالنباتية التي طلبها بنو إسرائيل لهاقيمتها الغذائية طبعا، غير أن مقدارالموارد الغذائية النافعة الموجودة في«المن»- و هو العسل أو مادة سكرية مقوّية- وكذلك في لحوم السلوى يفوق ما في الأطعمةالنباتية المذكورة، كما أن المن و السلوىأسهل هضما من الحبوب المذكورة «1».و لا بأس من الإشارة إلى أن «الفوم» الذيطلبه بنو إسرائيل فسّر بالحنطة مرة وبالثوم مرة اخرى، و لكلّ من المادتينقيمتها الغذائية، و يرى بعض أن تفسيرالفوم بالقمح أصحّ لاستبعاد أن يطلب القومطعاما خاليا من القمح «2».1- راجع: «قرآن بر فراز قرون و اعصار»،(فارسي)، ص 112.2- تفسير القرطبي.