في كثير من الآيات القرآنية يقترن ذكرالإيمان بذكر العمل الصالح، حتى كانالاثنين متلازمان دونما افتراق. و الحقكذلك، لأن الإيمان و العمل يكمل بعضهاالآخر.لو نفذ الإيمان إلى أعماق النفس لتجلتآثاره في الأعمال حتما، مثله كمثل مصباحلو أضاء في غرفة لشع نوره من كل نوافذالغرفة. و مصباح الإيمان كذلك لو شعّ فيقلب إنسان، لسطع شعاعه من عين ذلك الإنسانو أذنه و لسانه و يده و رجله.يقول تعالى في الآية الحادية عشرة من سورةالطلاق: وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُخالِدِينَ فِيها أَبَداً.و يقول في الآية الخامسة و الخمسين منسورة النور:وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِلَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ.فالإيمان بمثابة جذر شجرة و العمل الصالحثمرتها. و وجود الثمر السليم دليل علىسلامة الجذر. و وجود الجذر السليم يؤدي إلىنموّ الثمر الطيب.من الممكن أن يصدر عمل صالح أحيانا عنأفراد ليس لهم إيمان، و لكن ذلك لا يحدثباستمرار حتما. فالذي يضمن بقاء العملالصالح هو الإيمان المتغلغل في أعماق وجودالإنسان، الإيمان الذي يضع الإنسان دوماأمام مسئولياته.