2- تفسير كُنْ فَيَكُونُ
هذا التعبير ورد في آيات عديدة منها الآية47 و 59 من سورة آل عمران، و الآية 73 من سورةالأنعام، و الآية 40 من سورة النحل و الآية35 من سورة مريم، و الآية 82 من سورة يس، وغيرها، و المراد منها الإرادة التكوينيةللّه تعالى و حاكميته في الخليقة.بعبارة أوضح: المقصود من جملة كُنْفَيَكُونُ ليس هو صدور الأمر اللفظي «كن»من قبل اللّه تعالى، بل المقصود تحققإرادة اللّه سبحانه حينما تقتضي إيجادشيء من الأشياء، صغيرا بحجم الذّرة كان،أم كبيرا بحجم السماوات و الأرض، بسيطاكان أم معقدا، دون أن يحتاج في ذلك الإيجادإلى أية علّة اخرى، و دون أن تكون هناك أيةفترة زمنية بين الإرادة و الإيجاد.لا يمكن للزمان أن يفصل بين الأمر والكينونة، و لذلك فإن الفاء في جملة«فيكون»، لا تدل على تأخير زمني كما هوالحال في الجمل الاخرى، بل إنها تدل فقطعلى التأخير في الرتبة (الفلسفة أثبتتتأخر المعلول عن العلة، و هذا التأخر ليسزمنيا، بل في الرتبة- تأمل بدقة-).ليس المقصود أن الشيء يصبح موجودا متىما أراد اللّه ذلك، بل المقصود أن الشيءيصبح موجودا بالشكل الذي أراده اللّه.على سبيل المثال، لو أراد اللّه أن يخلقالسماوات و الأرض في ستة أيّام،1- هذه المسألة بحثناها في سورة الأنبياء،الآية 26، المجلد العاشر من هذا التّفسير.