العبارة القرآنية: وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَأَهْواءَهُمْ قد تثير سؤالا بشأن عصمةالأنبياء، فهل يمكن للنبيّ صلّى الله عليهوآله وسلّم- و هو معصوم- أن يتبع أهواءالمنحرفين من اليهود و النصارى؟في الجواب نقول: مثل هذه التعبيرات تكررتفي القرآن الكريم، و لا تتعارض مع مقامعصمة الأنبياء، لأنها- من جهة- جملة شرطية،و الجملة الشرطيّة لا تدل على تحقق الشرط.و من جهة اخرى، عصمة الأنبياء لا تجعلالذنب على الأنبياء محالا، بل المعصوم لهقدرة على ارتكاب الذنب، و لم يسلب منهالإختيار، و مع ذلك لم يتلوث بالذنوب.بعبارة اخرى: إن المعصوم قادر على الذنب، ولكن إيمانه و علمه و تقواه بدرجة لا تجعلهيتجه معها إلى ذنب. من هنا فالتحذيراتالمذكورة بشأنهم مناسبة تماما.من جهة ثالثة، هذا الخطاب و إن اتجه إلىالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و لكن قديكون موجها