السّحر في رأي الإسلام
أجمعت الفقهاء على حرمة تعلم السحر وممارسته، وجاء عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام:«من تعلّم من السّحر قليلا أو كثيرا فقدكفر و كان آخر عهده بربّه» «1».و لكن- كما ذكرناه يجوز تعلم السحر لإبطالسحر السحرة، بل يرتفع الجواز أحيانا إلىحد الوجوب الكفائي، لإحباط كيد الكائدين والحيلولة دون نزول الأذى بالنّاس من قبلالمحتالين. دليلنا على ذلك حديثروي عن الإمام أبي عبد اللّه جعفر محمّدالصادق عليه السّلام: «كان عيسى بن شقفىساحرا يأتيه النّاس و يأخذ على ذلك الأجرفقال له جعلت فداك أنا رجل كانت صناعتيالسّحر و كنت آخذ عليه الأجر و كان معاشي وقد حججت منه و منّ اللّه عليّ بلقائك و قدتبت إلى اللّه عزّ و جلّ فهل لي في شيء منذلك مخرج فقال له أبو عبد اللّه حلّ و لاتعقد» «2».و يستفاد من هذا الحديث أن تعلّم السحر والعمل به من أجل فتح و حلّ عقد السحر لاإشكال فيه.السحر في رأي التوراةأعمال السحر و الشّعبذة في كتب العهدالقديم (التوراة و ملحقاتها) هي أيضا ذميمةغير جائزة. فالتوراة تقول: «لا تلتفتوا إلىالجان و لا تطلبوا التوابع فتنجسوا بهم وأنا الربّ إلهكم» «3».و جاء في موضع آخر من التوراة: «و النفسالتي تلتفت إلى الجان و إلى1- وسائل الشيعة، الباب 25، من أبواب مايكتسب به، حديث 7.2- وسائل الشيعة، ج 12، ص 105، ح 5.3- الكتاب المقدس سفر لاويين الإصحاح، 19الرقم 31.