القرآن كتاب يسمو على أفكار البشر، و لميستطع أحد حتى اليوم أن يأتي بمثله، و هومعجزة سماوية كبرى.هذا الكتاب الكريم يعتبر- بين معاجزالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم- أقوىسند حيّ على نبوة الرّسول الخاتم، لأنهمعجزة «ناطقة» و «خالدة» و «عالمية» و«معنوية».أمّا أنّه معجزة «ناطقة» فإنّ معاجزالأنبياء السابقين لم تكن كذلك، أي أنهاكانت بحاجة إلى وجود النّبي لكي يتحدثللناس عن معجزته و يتحداهم بها، و معاجزالنّبي الخاتم- عدا القرآن- هي من هذااللون. أما القرآن فمعجزة ناطقة.لا يحتاج إلى تعريف، يدعو لنفسه بنفسه،يتحدى بنفسه المعارضين و يدينهم و يخرجمنتصرا من ساحة التحدي. و هو يتحدى اليومجميع البشر كما كان يتحداهم في عصرالرسالة. إنه دين و معجزة، إنه قانون، ووثيقة تثبت الهية القانون.أما الخلود و العالمية: فإنّ القرآن حطمسدود «الزمان و المكان» و تعالى عليهما،لأن معاجز الأنبياء السابقين- و حتى معاجزالنّبي الخاتم غير القرآن-