المكانة التي ذكرها القرآن لآدم سامية ورفيعة، فهو خليفة اللّه في الأرض و معلمالملائكة، و على درجة كبيرة من التقوى والمعرفة، و هو الذي سجدت له ملائكة اللّهالمقربين. و من المؤكد أن آدم هذا لا يصدرعنه ذنب، إضافة إلى أنه كان نبيّا، والنّبي معصوم.من هنا يطرح سؤال عن نوع العمل الذي صدر عنآدم. و توجد لذلك ثلاثة تفسيرات يكمل بعضهاالآخر.1- ما ارتكبه آدم كان «تركا للأولى» أوبعبارة اخرى كان «ذنبا نسبيا»، و لم يكن«ذنبا مطلقا».الذنب المطلق، و هو الذنب الذي يستحقمرتكبه العقاب أيا كان، مثل الشرك و الكفرو الظلم و العدوان. و الذنب النسبي هو الذيلا يليق بمرتكبه أن يفعله لعلوّ منزلة ذلكالشخص، و إن كان ارتكابه مباحا، بل مستحباأحيانا من قبل الأفراد العاديين. على سبيلالمثال، نحن نؤدي الصلاة بحضور القلبتارة، و بعدم حضور القلب تارة اخرى. و هذهالصلاة تتناسب و شأننا، لكن مثل هذهالصلاة لا تليق بأفراد عظام مثل رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم. صلاةالرّسول ينبغي أن تكون بأجمعها اتصالاعميقا باللّه تعالى، و إن فعل الرّسول غيرذلك فلا يعني أنه ارتكب محرّما، بل يعنيأنه ترك الاولى.و آدم كان يليق به أن لا يأكل من تلكالشجرة، و إن كان الأكل منها غير محرّم بل«مكروها».2- نهي اللّه لآدم إرشادي، مثل قول الطبيب:لا تأكل الطعام الفلاني فتمرض.و اللّه سبحانه قال لآدم: لا تقرب هذهالشجرة فتخرج من الجنّة. و آدم في أكله منالشجرة خالف نهيا إرشاديا.3- الجنّة التي مكث فيها آدم لم تكن محلاللتكليف، بل كانت دورة اختبارية