كلمة «الشفاعة» من «الشفع» بمعنى «الزوج»و «ضم الشيء إلى مثله»، يقابلها «الوتر»بمعنى «الفرد». ثم أطلقت على انضمام الفردالأقوى و الأشرف إلى الفرد الأضعف لمساعدةهذا الضعيف، و لها في العرف و الشرع معنيانمتباينان كل التباين:أ: إن الشفاعة لدى السواد تعني أن الشفيعيستفيد من مكانته و شخصيته و نفوذه،لتغيير رأي صاحب قدرة بشأن معاقبة من همتحت سيطرته.و الشفيع قد يرعب صاحب القدرة هذا، أو قديستعطفه، أو قد يغير أفكاره بشأن ذنبالمجرم و استحقاقه للعقاب ... و أمثال هذهالأساليب.الشفاعة بهذا المعنى هي- بعبارة موجزة- لاتعني حدوث أي تغيير في المحتوى النفسي والفكري للمجرم أو المتهم. بل إن كلالتغييرات و التحولات تتوجه نحو الشخصالذي تقدم إليه الشفاعة (تأمل بدقة).هذا اللون من الشفاعة ليست له مكانة فيالمفهوم الديني على الإطلاق. لأن اللّهسبحانه و تعالى لا يخطأ حتى يتوسط الشفيعفي تغيير رأيه، و لا يحمل تلك العواطفالموجودة في نفس الإنسان كي يمكن إثارةعواطفه، و لا يهاب نفوذ شخص كي ينصاعلأوامره، و لا يدور ثوابه و عقابه حول محورغير محور العدالة.ب: المفهوم الآخر للشفاعة يقوم على أساستغيير موقف «المشفوع له».أي أن الشخص المشفوع له يوفّر في نفسهالظروف و الشروط التي تؤهّله للخروج منوضعه السيء الموجب للعقاب، و ينتقل- عنطريق الشفيع إلى وضع مطلوب حسن يستحق معهالعفو و السماح. و الإيمان بهذا النوع منالشفاعة- كما