ظاهرة النفاق و المنافقين لا تختص- دون شك-بعصر الرسالة الأول، بل هي ظاهرة عامةتظهر بشكل و آخر في كل المجتمعات. من هنا لابدّ للجماعة المسلمة أن تعرف أوصافهم كماجاء في القرآن، كي تحبط مؤامراتهم و تقفبوجههم. في الآيات السابقة و في سورةالمنافقين و هكذا في النصوص الإسلاميةوردت للمنافقين أوصاف مختلفة منها:1- كثرة الضجيج و الادعاءات الفارغة، أوبعبارة اخرى كثرة القول و قلّة العملالمفيد المتزن.2- التلوّن و التذبذب، فمن المؤمنينيقولون «آمنا» و مع المعارضين يقولون«إنّا معكم».3- الانفصال عن الامّة، و تشكيل الجمعياتالسرية وفق خطط مبيّتة.4- المكر و الخداع و الكذب و التملق والنكول و الخيانة.5- التعالي على النّاس، و تحقيرهم، واعتبارهم بلهاء سفهاء، إلى جانب الاعتدادبالنفس.على أي حال، ازدواجية الشخصية، و التضادبين المحتوى الداخلي و السلوك الخارجي فيوجود المنافقين، يفرز ظواهر عديدة بارزةمشهودة في أعمالهم و أقوالهم و سلوكهمالفردي و الاجتماعي.و ما أجمل تعبير القرآن في حقّ هؤلاء إذيقول: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، و أيّ مرضأسوأ من ازدواجية الظاهر و الباطن، و منالتعالي على النّاس؟!! هذا المرض مثل سائرالأمراض الخفية التي تصيب القلب لا يمكنإخفاؤه تماما، بل تظهر علائمه بوضوح علىجميع أعضاء الإنسان.في مجلدات هذا التّفسير شرح أو فى لحالةالنفاق و المنافقين لدى البحث في الآيات141- 143 من سورة النساء (المجلد الثالث).