2- المفهوم الحقيقي للدعاء
علمنا أنّ الدعاء إنّما يكون فيما خرج عندائرة قدرتنا، بعبارة اخرى الدعاءالمستجاب هو ما صدر لدى الاضطرار و بعد بذلكل الجهود و الطاقات أَمَّنْ يُجِيبُالْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُالسُّوءَ «2». يتضح من ذلك أن مفهوم الدعاءطلب تهيئة الأسباب و العوامل الخارجة عندائرة قدرة الإنسان، و هذا الطلب يتجه بهالإنسان إلى من قدرته لا متناهية و من يهونعليه كل أمر.هذا الطلب طبعا يجب أن لا يصدر من لسانالإنسان فقط، بل من جميع وجوده، و اللسانترجمان جميع ذرات وجود الإنسان و أعضائه وجوارحه.يرتبط القلب و الروح باللّه عن طريقالدعاء ارتباطا وثيقا، و يكتسبان القدرةعن طريق اتصالهما المعنوي بالمبدأالكبير، كما تتصل القطرة من الماء بالبحرالواسع العظيم.جدير بالذكر أن هناك نوعا آخر من الدعاءيردّده المؤمن حتى فيما اقتدر عليه منالأمور، ليعبّر به عن عدم استقلال قدرتهعن قدرة الباري تعالى، و ليؤكد أن العلل والعوامل الطبيعية إنما هي منه سبحانه، وتحت إمرته. فإن بحثنا عن الدواء لشفاءدائنا، فإنّما نبحث عنه لأنّه سبحانه أودعفي الدواء خاصية الشفاء (هذا نوع آخر منالدعاء أشارت إليه الروايات الإسلاميةأيضا).1- ن. م. ص 152.2- النمل، 62.