التّفسير
لا توفّروا للأعداء فرصة الطعن:الآية الكريمة تخاطب المسلمين قائلة: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُواراعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌأَلِيمٌ.ممّا سبق من سبب نزول هذه الآية الكريمةنستنتج أنّ على المسلمين أن لا يوفرواللأعداء فرصة الطعن بهم، و أن لا يتيحوالهم بفعل أو قول ذريعة يسيئون بها إلىالجماعة المسلمة. عليهم أن يتجنبوا حتىترديد عبارة يستغلها العدوّ لصالحه.الآية تصرّح بالنهي عن قول عبارة تمكنالأعداء أن يستثمروا أحد معانيها لتضعيفمعنويات المسلمين، و تأمرهم باستعمالكلمة اخرى غير تلك الكلمة القابلة للتحريفو لطعن الأعداء.حين يشدّد الإسلام إلى هذا الحد في هذهالمسألة البسيطة، فإن تكليف المسلمين فيالمسائل الكبرى واضح، عليهم في مواقفهم منالمسائل العالمية أن يسدوا الطريق أمامطعن الأعداء، و أن لا يفتحوا ثغرة ينفذمنها المفسدون الداخليون و الأجانبللإساءة إلى سمعة الإسلام و المسلمين.جدير بالذكر أن عبارة راعنا- إضافة إلى مافيها من معنى آخر استغله اليهود- فيها نوعمن سوء الأدب، لأنّها من باب المفاعلة، وباب المفاعلة يفيد المبادلة و الاشتراك، وهي لذلك تعني: راعنا لنراعيك، و قد نهىالقرآن عن ترديدها «2».1- تفسير القرطبي، و تفسير المنار و تفسيرالفخر الرازي، ذيل الآية المذكورة.2- تفسير الفخر الرازي، و المنار، ذيلالآية المذكورة.