3- الرّحمة الإلهية الخاصة و العامّة:
المشهور بين جماعة من المفسّرين أنّ صفة(الرحمن) تشير إلى الرحمة الإلهية العامة،و هي تشمل الأولياء و الأعداء، و المؤمنينو الكافرين، و المحسنين و المسيئين،فرحمته تعمّ المخلوقات، و خوان فضله ممدودأمام جميع الموجودات، و كلّ العباديتمتعون بموهبة الحياة، و ينالون حظهم منمائدة نعمه اللامتناهية. و هذه هي رحمتهالعامة الشاملة لعالم الوجود كافة و ماتسبّح فيه من كائنات.و صفة (الرحيم) إشارة إلى رحمته الخاصةبعباده الصالحين المطيعين، قد استحقوهابإيمانهم و عملهم الصالح، و حرم منهاالمنحرفون و المجرمون.الأمر الذي يشير إلى هذا المعنى أنّ صفة(الرحمن) ذكرت بصورة مطلقة في القرآنالكريم ممّا يدل على عموميتها، لكنّ صفة(الرحيم) ذكرت أحيانا مقيّدة، لدلالتهاالخاصة، كقوله تعالى: وَ كانَبِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً «2» و أحيانااخرى مطلقة1- الحشر، 23.2- الأحزاب، 43.