3- جواب على سؤال
لفظ فَلا جُناحَ يشير إلى عدم حرمة السعيبين الصفا و المروة و جواز ذلك، و قد يسألسائل عن سبب وجوب السعي في الفقهالإسلامي، بينما الآية تبيحه فقط؟الجواب على هذا السؤال نفهمه بوضوح من سببنزول الآية. فالمسلمون كرهوا السعي بينالصفا و المروة، بعد أن شاهدوا بأم أعينهممدى عبث المشركين بهذا المكان، و مدىتلويثهم إياه بالأصنام. فخالوا أن من غيراللائق بالمسلم أن يسعى في هذا المكان.جاءت الآية لتقول لهم: إن الصفا و المروةمن شعائر اللّه، و عبارة فَلا جُناحَ «1»لإزالة ما تصوروه من كراهة لهذا العمل.و ثمّة تعبيرات مشابهة ذكرها القرآنلأحكام اخرى كصلاة المسافر في قوله تعالى:وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِفَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْتَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ «2».و نعلم أن القصر واجب في صلاة المسافر، لاجائز. بشكل عام قد تستعمل كلمة (لا جناح)لإزالة التوهم بحرمة الشيء أو بكراهته،و هذا المعنى يؤكده حديث عن الإمام محمّدبن علي الباقر عليه السّلام في كتاب «من لايحضره الفقيه».4- معنى التطوع
التطوع في اللغة: قبول الطاعة و الانصياعللأوامر، و في الفقه يطلق على1- (الجناح) في الأصل الميل نحو اتجاهمعيّن، و قيل للذنب جناح لأنه يميلبالإنسان عن طريق الحق. (قاله الراغب فيالمفردات).2- النساء، 101.