6- التّأثير المعنوي للشّفاعة:
ما ذكرناه من روايات بشأن الشفاعة هو غيضمن فيض، فالروايات في هذا المجال كثيرةتبلغ حدّ التواتر، و إنما اخترنا منها مايتناسب مع بحثنا.النووي الشافعي»في شرحه لصحيح مسلم، نقل عن القاضي عياض- وهو من كبار علماء أهل السنة،- أنّ أحاديثالشفاعة متواترة «3».ابن تيمية (المتوفى 728 هـ) و محمّد بن عبدالوهّاب (المتوفى 1206 هـ)، مع ما لهما منتعصّب و لجاج في مثل هذه الأمور، يقرّانبتواتر هذه الروايات.ثمة كتاب دراسي معروف و متداول بين«الوهّابية» هو «فتح المجيد» للشيخ عبدالرحمن بن حسن، ينقل عن «ابن القيم» مايلي:«الرابع: شفاعته في العصاة من أهل التوحيدالذين يدخلون النار بذنوبهم.و الأحاديث بها متواترة عن النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم و قد أجمع عليهاالصحابة و أهل السنة1- الإختصاص، للمفيد، نقلا عن البحار، ج 3،ص 305.2- هو يحيى بن شرف، من علماء القرن السابعالهجري، و النووي نسبة إلى مدينة «النوى»قرب دمشق.3- البحار، ج 3، ص 307.