3- الامّة الشاهدة
لو اجتمعت الصفات التي ذكرناها للأمّةالوسط في أمّة، فهذه الامّة دون شك رائدةللحق، و شاهدة على الحقيقة، لأن مناهجهاتشكل الميزان و المعيار لتمييز الحق عنالباطل.ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السّلامقولهم: «نحن الامّة الوسطى، و نحن شهداءاللّه على خلقه و حججه في أرضه ... نحنالشّهداء على النّاس ... إلينا يرجع الغاليو بنا يرجع المقصّر»«2» مثل هذه الروايات- كما ذكرنا- لا تحددالمفهوم الواسع للآية، بل تبين المصداقالأمثل للأمّة الوسط، و تعطي نموذجامتكاملا لها.4- علم اللّه
عبارة لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُالرَّسُولَ ... و أمثالها من التعبيراتالقرآنية، لا تعني أن اللّه لم يكن يعلمشيئا، ثم علم به بعد ذلك، بل تعني تحقّقهذه الواقعيات.بعبارة أوضح، اللّه سبحانه يعلم منذالأزل بكل الحوادث و الموجودات، و إن ظهرتبالتدريج على مسرح الوجود. فحدوثالموجودات و الأحداث لا يزيد اللّه علما،بل إن هذا الحدوث تحقّق لما كان في علماللّه. و هذا يشبه علم المهندس بكل تفاصيلالبناء عند وضعه التصميم. ثم يتحولالتصميم إلى بناء عملي.و المهندس يقول حين ينفّذ تصميمه علىالأرض: أريد أن أرى عمليا ما كان في1- المنار، تفسير الآية المذكورة.2- نور الثقلين، ج 1، ص 134.