هذا الآية الكريمة، و إن كانت تخاطبمجموعة من المسلمين ضعاف الإيمان أوالمشركين إلّا أنّها ترتبط أيضا بمواقفاليهود.لعل هذا السؤال وجه إلى الرّسول بعد تغييرالقبلة، و بعد حملات التشكيك التي شنهااليهود بين المسلمين و غير المسلمين، واللّه سبحانه في هذه الآية الكريمة نهى عنتوجيه مثل هذه الأسئلة السخيفة أَمْتُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْكَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ؟! مثل هذاالعمل إعراض عن الإيمان و اتجاه نحوالكفر، و لذلك قالت الآية:وَ مَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَبِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَالسَّبِيلِ.الإسلام طبعا لا يمنع طرح الأسئلةالعلمية و المنطقية، و لا يحول دون طلبالمعجزة من أجل اثبات صحة الدعوة، لأن مثلهذه الأسئلة و الطلبات هي طريق الإدراك والفهم و الإيمان. و هذه الآية الكريمة تشيرإلى أولئك الذين يتذرعون بمختلف الحججالواهية كي يتخلصوا من حمل أعباء الرسالة.هؤلاء كانوا قد شاهدوا من الرّسول معاجزكافية لإيمانهم بالدعوة و صاحبها، لكنهميتقدمون إلى النّبي بطلب معاجز اقتراحيةاخرى! المعجزة ليست العوبة بيد هذا و ذاككي تحدث وفق الميول و الاقتراحات والمشتهيات، بل إنها ضرورة لازمةللاطمئنان من صدق أقوال النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، و ليست مهمّة النّبي صنعالمعاجز لكل من تهوى نفسه معجزة.ثم هناك من الأسئلة ما هو بعيد عن العقل والمنطق، كرؤية اللّه جهرة، و كطلب اتخاذالصنم.القرآن الكريم ينبه في هذه الآية بأنالمجموعة البشرية التي لا تسلك طريق العقلو المنطق في اسئلتها و مطالبتها، سينزلبها ما نزل بقوم موسى.